يجهل البعض الفرق بين الأغاني والموسيقى، ولذلك وجب التفريق بينهما بدايةً، فالغناء يطلق على الأشعار أو الكلمات التي تُقال بإلحانٍ معينةٍ تحرّك المشاعر، ومثالها ما تقوله الأم لطفلها لينام، وما يتحدّث به الحادي لتُسرع الإبل في المشي، أمّا الموسيقى فهي الأصوات الصادرة من آلاتٍ معينةٍ عندما تُحرّك بإسلوبٍ ونمطٍ معينٍ، ويطلق عليها أيضاً المعازف، أمّا الحكم المتعلق بالمعازف الذي ذهب إليه الجمهور من العلماء يدلّ على تحريمها، بالاستناد إلى العديد من الأحاديث الصحيحة المروية عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، منها قوله: (ليكونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ، يستحلُّونَ الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازِفَ)، والمقصود من الحديث السابق استحلال بعض الأمور ومنها المعازف وهي حرامٌ في أصلها، ويُباح الضرب في الدف في الأعراس، أمّا الحكم المتعلق بالغناء فهو الإباحة ولكن بعددٍ من الشروط، تتمثل بعدم مخالفة كلمات الغناء للآداب الإسلامية، وعدم الدعوة فيها لأي منكرٍ من المنكرات، ويشترط في الغناء ألّا يكون من امرأةٍ أجنبيةٍ لرجلٍ أو لرجالٍ ولا العكس أيضاً، ولا بدّ من خلو الغناء من أي نوعٍ من أنواع الموسيقى، وألّا تُشغل عن أداء واجبٍ دينيٍ أو دنيويٍ.
يحرّم على المسلم العمل والكسب بالموسيقى واحترافها، والكسب الذي يحصل عليه كسبٌ محرمٌ، ولا بدّ من العمل بعمل كسبه طيبٌ حلالٌ، كما لا يجوز سماع الموسيقى؛ فالإيمان يتمثل بالقول والعمل، والقول قول الحق الذي ينبت بالذكر وتلاوة القرآن، ويناقض الإيمان النفاق المتمثل بقول الباطل وعمل الغي، وينبت بالغناء.
تتحقق التوبة من الاستماع إلى الأغاني وبالالتجاء إلى الله تعالى، والتضرع إليه، والخوف منه في جميع الأحوال، وسؤال التوفيق منه في ترك المعاصي والمحرمات، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والحرص على ذكر الله، والابتعاد عن الأغاني وأماكنها، والمحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها.
موسوعة موضوع