تُعرّف السباحة بأنّها: رياضةٌ من الرياضات البدنيّة، وقد حثّ الدين الإسلاميّ على تعلّمها، حالها حال الرماية، وركوب الخيل؛ لِما فيها من دفعٍ للكسل، والخمول، عدا عن أنّها تقوّي الجسم، وتنشّطه، وتنمّي مهاراته، وقد ظهر تعليم السباحة في التاريخ الإسلاميّ بعد الفتوحات، فتعلّمها العرب؛ بسبب اتّساع رقعة الدولة الإسلاميّة، واتّصالها بالعديد من الأنهار والشواطئ، وقد ورد عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّه قال: "علّموا أولادكم العوم والرماية"، وكان ممّا كتبه إلى الأمصار في الدولة الإسلاميّة: "أمّا بعد؛ فعلّموا أولادكم العوم والفروسية، ورووهم ما سار من المثل، وحَسُنَ من الشِّعر".
ذكر العلماء قولَين في بيان حكم السباحة في نهار رمضان، بيانهما آتياً:
يترتّب على دخول الماء إلى جوف الصائم خطأً بسبب السِّباحة الإمساك بقيّة اليوم، وقضاؤه بعد شهر رمضان، أمّا إن دخل الماء مع العلم بعلة ظنّ دخوله؛ فيترتّب الإمساك بقيّة اليوم، والقضاء، والتوبة إلى الله -سبحانه-.
يُباح الاغتسال في نهار رمضان؛ استدلالاً بما رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أشْهَدُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنْ كانَ لَيُصْبِحُ جُنُبًا مِن جِمَاعٍ غيرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُهُ)،وبما رُوي عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم-: (لقد رأيتُ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- بالعَرْجِ، يصُبُّ علَى رأسِهِ الماءَ وهو صائمٌ منَ العطشِ؛ أو مِنَ الحرِّ) ولا يضرّ تشرّب مَسام الجلد للماء حين الاغتسال؛ إذ لا يُمكن التحرُّز من ذلك.
موسوعة موضوع