يُحرّم تأخير صلاة العشاء عن وقتها، فلا يحل لمسلمٍ أن يُؤخّر أيّ صلاةٍ عن وقتها دون عذرٍ شرعيٍّ، وإلّا كانت صلاته باطلةً غير مقبولةٍ، إلّا أنّ تأخير صلاة العشاء إلى آخر وقتها أفضل من أدائها في وقتها، فلو كانت المرأة مشغولةً في بيتها فأخّرت صلاة العشاء إلى آخر وقتها لكان ذلك أفضل، وكذلك لو كان هناك جماعةٌ من الناس في مكانٍ ما ليس فيه مساجد، أو كانوا هم أهل المسجد أنفسهم، فالأفضل لهم أن يُؤخّروا صلاة العشاء إلى حين مُضيّ ثلث الليل؛ وذلك لأنّ أفضل وقت العشاء كما أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- هو ما بين ثلث الليل إلى نصفه، ولا يجوز تأخيرها إلى طلوع الفجر لأنّ أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الواردة تدل على أنّ وقت صلاة العشاء يمتدّ إلى مُنتصف الليل فقط.
يُطلق تأخير الصلاة على معنيين؛ الأول منها تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها، ممّا يعني انقضاء وقت الصلاة، وهذا الفعل من كبائر الذنوب إلّا إن كان بعذرٍ شرعيٍّ، والمعنى الثاني هو تأخير الصلاة إلى آخر وقتها، وهذا فعلٌ جائزٌ، إلّا أنّه لو ترتب على تأخير الصلاة فوات الجماعة على المسلم كان ذلك حراماً لأجل ترك صلاة الجماعة إلّا إن كان لدى المسلم عذٌر في ترك الجماعة، والأفضل في سائر الأحوال أن يُؤدي المسلم الصلاة في أول وقتها، باستثناء صلاة العشاء وصلاة الظهر عندما يكون الحرّ شديدٌ، فالأفضل أداؤهما قريباً من آخر وقتهما.
بيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقت دخول كل صلاةٍ من الصلوات الخمس ووقت انتهائها، وفيما يأتي بيان ذلك:
موسوعة موضوع