قراءة دعاء الاستفتاح في الصلاة يُعدّ سنّةً عند عامّة أهل العلم، وليس بواجبٍ، ولم يذهب أحدٌ إلى وجوبه إلّا الإمام أحمد في روايةٍ عنه تخالف المعتمد في المذهب، بل إنّ كثيراً من الحنابلة لا يذكرونها أصلاً، وممّا يدل على استحبابه وعدم وجوبه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم يرشد الصحابة إليه ابتداءً ويأمرهم به، بل كان يردّده دون أن يعلّمهم إيّاه، وبقي على ذلك حتى سأله أبو هريرة -رضي الله عنه- عمّا يقوله بين التكبير والقراءة، فلو كان دعاء الاستفتاح واجباً لأمر الرسول به ولم يتمهّل إلى حين السؤال عنه، ممّا يدلّ على أنّ حكمه سنّةً بلا شكٍّ، وأنّ القول بوجوبه ضعيفٌ غير معتمد في المذاهب المتّبعة.
يُعدّ التشهّد الأول في الصلاة سنّةً من سننها عند جمهور العلماء، وقال الإمام النووي -رحمه الله- في كتابه المجموع: إنّ التشهد الأوّل والجلوس له إنّه سنّةً عند أكثر العلماء، ومنهم: مالك والثوري والأوزاعي وأبو حنيفة، وقال الشيخ أبو حامد إنّ ذلك قول عامّة أهل العلم، أمّا الليث وأحمد وأبو ثور وداود وإسحاق فقد قالوا إنّه واجبٌ، وقال أحمد إن تركه عمداً يبطل الصلاة، أمّا سهواً فيُوجب سجود السهو مع إجزاء الصلاة عن صاحبها.
موسوعة موضوع
العربية
