روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- أنّه: (كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ)، وقد عمل الجمهور من العلماء بهذا الحديث، حيث قالوا باستحباب رفع المُصلّي ليديه أثناء الصلاة في تلك المواضع، وعلى ذلك فيشرع للمّصلّي رفع يديه عند تكبيرة الإحرام، وذلك مع ابتداء التكبير، فإمّا أن يرفع يديه ثمّ يُكبّر، وإمّا أن يُكبّر ثمّ يرفع، وإذا أراد أن يأتي بالركوع رفع يديه ثمّ هوى إليه ووضع يديه على ركبتيه، فإذا انتهى من ركوعه شُرع له أن يرفع يديه حتى يستوي قائماً فيضعهما على صدره، وكذلك الحال إذا قام من التشهّد الأوّل؛ فإنّه يرفع يديه إلى حذو منكبيه.
اتفق العلماء على كراهة إغماض العينين أثناء الصلاة لغير حاجةٍ؛ كما لو خشي المُصلّي رؤية امرأةٍ سافرةٍ أو نحو ذلك أثناء صلاته، وقال الإمام الكاساني في ذلك: إنّ السنّة للمُصلّي رمي بصره إلى موضع سجوده، فيُكره إغماضها لما في ذلك من مخالفةٍ للسنّة، ولأنّ لكُلّ عضوٍ من أعضاء المسلم حظٌ من العبادة، أمّا الإمام العز بن عبد السلام فقد أجاز ذلك لمن يخشع أكثر بإغماضه لعينيه في الصلاة، وهذا ما نصّ عليه الإمام ابن القيم -رحمه الله- أيضاً.
الاستعاذة تكون بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ويُراد بها طلب المسلم اللجوء والاعتصام بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم حتى لا يضرّه في دينه أو دنياه، والراجح في حكم قولها أثناء الصلاة أنّها سنّةٌ في الفرض والنفل على حدٍّ سواءٍ، قال ابن هبيرة في ذلك: إنّ العلماء متّفقون على أنّ التعوّذ في الصلاة على الإطلاق قبل القراءة سنّةٌ، إلّا الإمام مالك فقد رأى عدم التعوّذ في الصلاة المفروضة، وتُقال الاستعاذة سرّاً في نفس المسلم لا جهراً.
موسوعة موضوع