ما حكم صلاة قيام الليل

الكاتب: مروى قويدر -
ما حكم صلاة قيام الليل

ما حكم صلاة قيام الليل.

 

 

حكم صلاة قيام الليل:

 

قيام الليل من النّوافل، فهو سنّةٌ مؤكّدةٌ، أمر الله بها نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن الأدلّة على ذلك: قَوْل الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، وبيّن الله -تعالى- أنّ قيام الليل من صفات أهل الجنّة، فقال: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، فقيام الليل طريق الصالحين وهَدْيهم، ويفضّل خَتْم قيام الليل بأداء الوتْر؛ امتثالاً بقَوْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)، ومن الأدلّة أيضاً ما أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ). وقَوْله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ)، ونقل كلٌّ ابن حزم، وابن حجر، والنوويّ، وابن عبد البرّ؛ الإجماع على أنّ قيام الليل سنّةٌ في حقّ جميع المسلمين.

 

أفضل وقتٍ لقيام الليل:

 

يتّسع وقت قيام الليل؛ كوقت صلاة الوتْر، وصلاة التراويح، إذ يبدأ وقت القيام من بعد الانتهاء من صلاة العشاء، إلى حين طلوع الفجر، ويُفضّل قيام الليل في آخره؛ استدلالاً بِما ورد عن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه-، إذ قال: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ اللَّيلِ أسمَعُ قالَ جوفُ اللَّيلِ الآخرُ فصلِّ ما شئتَ)، فكلّما كان وقت القيام أقرب لآخر الليل، كلّما كان نَيْل الأجر والفَضْل أكبر، كما أخرج الإمام مُسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن عَمَلِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: كانَ يُحِبُّ الدَّائِمَ، قالَ: قُلتُ: أَيَّ حِينٍ كانَ يُصَلِّي؟ فَقالَتْ: كانَ إذَا سَمِعَ الصَّارِخَ، قَامَ فَصَلَّى)، ويُقصد بالصارخ في الحديث السابق: الديك إذ يصرخ آخر الليل قبل طلوع الفجر، وذلك إن أراد المسلم قيام جزءٍ من الليل.

 

فَضْل قيام الليل:

 

تترتّب العديد من الفضائل على قيام الليل؛ إذ إنّه يحقّق خشوع وخضوع القلب لله -سبحانه-، وقال ابن القيّم في ذلك: "فإنّ أوّل ما يعطيهم ربّهم أن يقذف من نوره في قلوبهم"، كما أنّ قيام الليل من دأب الصالحين، وأهمّ ميزةٍ للمتّقين، ولذلك فقد خاطب الله -تعالى- نبيّه محمّداً بأداء قيام الليل؛ طمعاً في نَيْل الفَضْل العظيم، والمقام المحمود، فقد قال -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً)، بالإضافة إلى أنّ قيام الليل يعوّد العبد على الإخلاص في أعماله وأقواله، ويُبعده عن الكِبر والرّياء، وفي ذلك قال قتادة: "ما نافق مَن قام الليل"، ومن الفضائل أيضاً؛ أنّ قيام الليل من أسباب النّجاة من عذاب نار جهنّم، والفوز بنعيم الجنة المُقيم، ونَيْل القُرب من جوار الله -عزّ وجلّ-، قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ*فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ).

شارك المقالة:
74 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook