أجاب الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله على سؤال حكم صيد الحمام بالقول بإباحته،ويُقاس على الحمام كذلك أنواع الطيور الأخرى التي أحلَّ الله أكلها، وممّا يدلّ على إباحة صيد الحمام وغيره من الطيور في كتاب الله قوله تعالى: (وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا).وفي السنة النبوية المطهرة ما رواه البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم، حيث جاء فيه سؤال النبي عن المعراض فقال: (ما خزقَ فَكُل وما أصابَ بعرضِهِ فلا تأْكُلْ).وقد أجمع علماء الأمة الإسلامية على جواز الصيد، والأكل ممّا اصطاد الإنسان، على أن يراعيَ المسلم أحكام الصيد عند اصطياده.
قد كَرِه بعض العلماء صيدَ الحمام، وغيرها من الطيور، والحيوانات على سبيل التسلية، والعبث، وذهب بعضهم إلى تحريمه، ذلك أنّ الله تعالى أباح للمسلم الصيد بشرط الانتفاع منه، ومن وجوه الانتفاع به أكلُه، أو بيعه، أو التصدق به، أو إهداؤه، وهذا الوجه مباح باتفاق جمهور العلماء، أمّا الصيد لهدف التسلية فمكروه، وهو نوع من الفساد في الأرض، كما أنّه إضاعة للوقت، والجهد، وفيه تعذيب للحيوان، وقد جاء في السنة النبوية النهي عن صيد الطيور تسليةً، وعبثاً، قال عليه الصلاة والسلام: (ما من إنسانٍ يَقْتُلُ عُصْفُورًا فما فَوْقَها بغيرِ حَقِّها ، إلَّا سَأَلهُ اللهُ عَنْها يومَ القيامةِ قيل : يا رسولَ اللهِ ! وما حَقُّها ؟ قال : حَقُّها أنْ يذبحَها فَيأكلَها ، ولا يَقْطَعَ رَأْسَها فَيَرْمِيَ بِه).
ينبغي للمسلم أن يراعيَ عدداً من الأحكام عند اصطياده للطيور والحيوانات، ومن ذلك أن يذكرَ اسمَ الله عندَ رمي الطير، أو الحيوان بالسّهم، أو البندقية، فإذا وجد صيده قد مات بسبب رميه أكل منه، أما إذا كان صيده ما يزال حيّاً وجب عليه أن يسمي الله، وأن يذبحه، فالعبرة في حلِّ الأكل من الصيد كما ذكر النبي الكريم أن يخرج الدم، و أن يذكرَ اسم الله، فإذا نسي المسلم ذكرَ اسم الله حُرِّم عليه الأكل من صيده، قال تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ).
موسوعة موضوع
العربية
