ما حكم عمليات التجميل

الكاتب: مروى قويدر -
ما حكم عمليات التجميل

ما حكم عمليات التجميل.

 

 

حُكم عمليات التجميل:

 

يقصد الأطباء المختصّون بالعمليات التجميلية الجراحة التي تهدف إلى التحسين من مظهر أحد أجزاء جسم الإنسان الظاهرة، وهي إما أن تكون ضرورية أو أن تكون اختيارية، وقسّمها الفقهاء من حيث حكمها إلى نوعين؛ الأول منهما ما كان جراحة تجميلية ضرورية؛ وهي التي تتم من أجل التخلّص من عيب نتج عن حادث ما كالحروق مثلاُ، أو عيوب خَلقية كأن يولد الإنسان بأصبع زائد فيبتره له الأطباء، وهذه العيوب عادة ما تسبب الضرر للإنسان بشكل واضح، فأجاز العلماء إجرائها لإزالة ذلك الضرر، وقالوا أن موجب الرّخصة في إجازة إجراء العمليات التجميلية في هذه الحالة هو الحاجة الناتجة عن الضرر الذي يصيب الإنسان من تلك العيوب، والحاجة تنزل منزلة الضرورة الرافعة للحظر عن المحظور، واستدلوا لذلك أيضاً بما رُوي عن عرفجة بن أسعد: (أنه أُصيب أنفُه يومَ الكُلابِ في الجاهلية، فاتخذ أنفًا من ورِقٍ، فأنتنَ عليه، فأمره النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يتخذ أنفًا من ذهبٍ).


أما النوع الثاني من أنواع عمليات التجميل من حيث حكمها فهو عمليات التجميل التحسينية؛ وهي العمليات الجراحية التي تهدف إلى تحسين منظر جزء من الإنسان بحسب اعتقاده، مثل تصغير الأنف أو تكبير الثديين أو ما إلى ذلك، وهذا النوع ليس فيه شيء من الضرورة أو الحاجة للإنسان، بل هي محض تغيير لخلق الله سبحانه وتعالى، ولعب به على حسب أهواء الناس، وبالتالي فهي محرّمة غير جائزة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن حقيقة الدافع غلى تغيير خلق الله عند الإنسان هو الشيطان، قال تعالى: (إنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَاناً مَرِيداً*لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً*وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) كما استدلّ ابن القيم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن اللهُ الواشماتِ والمستوشماتِ ، والنامصاتِ والمتنمصاتِ ، والمتفلجاتِ للحسنِ المغيِّراتِ خلقَ اللهِ)، للدلالة على أنّ حرمة التغيير في الخلق إنما تكون فيمن قام بها من أجل التجمّل والحُسن، أما إن كانت لضرورة فهي جائزة غير محرمة.


أما فيما يتعلق بالدارس لعمليات التجميل والمتخصص فيها فأجاز العلماء له ذلك على أن لا يستخدمها فيما لا يرضي الله عز وجل، بل يجدر به أن ينصح من يطلب منه إجراء عملية من العمليات المحرّمة بترك ذلك لما فيه من حُرمة، فقد يكون أثر النصيحة من الطبيب نفسه أبلغ أثراً في نفس الإنسان، وحرص العلماء على التنبيه بأنّ الأطبّاء المتخصصين في هذا النوع من العمليات الجراحية لا يستطيعون التمييز والتفريق بين العمليات التي تصل إلى حدّ الحاجة والضرورة وبين التي لا تصل إلى ذلك، فهم إنما يقومون بما يرضي الزبون ويحقق لهم الربح.

 

الحِكمة من تحريم عمليات التجميل التحسينية:

 

درس العلماء الحِكمة من تحريم العمليات التجميلية الهادفة إلى التحسين وأوردوا عدداً منها، منها ما يأتي:

  • عمليات التجميل التحسينية تنطوي على كثير من الخداع والتدليس والغش، فالإنسان يظهر بها على غير شكله الحقيقي بل يبدو أصغر سنّاً.
  • تدل عمليات التجميل التحسينية على التسخّط من خلق الله سبحانه للإنسان، والتعالي على حكمته، والادّعاء أن الإنسان يمكنه أن يحسّن فيما يخلق الله عز وجل.
  • تتيح عمليات التجميل التحسينية للنساء فرصة تقليد الكفّار، والانغماس في تحقيق الشهوات والغرائز، واتّباع الموضة، وتضييع الأوقات وإهدار الأموال في غير مكانها الصحيح.
شارك المقالة:
56 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook