يُقبل المسلمون في شهر رمضان الفضيل على الطاعات والقربات؛ رغبةً في تحصيل الأجور ومضاعفة الثواب، وإنّ قراءة القرآن الكريم أكثر ما تشتدّ بها همّة المسلمين في شهر رمضان: قراءةً وحفظاً وتفسيراً وتدبراً؛ وذلك لأنّ شهر الصيام موسمٌ للخيرات العظيمة، حيث تتنوع فيه أعمال الخير، وينشط فيه العباد بعد أن صُفّدت الشياطين، وفتحت الجنان للعابدين أبوابها، وغلقت النيران عنهم أبوابها، والعلاقة بين القرآن ورمضان علاقةٌ وثيقةٌ؛ فهو الشهر الذي اختاره الله تعالى زمناً لتنزّل القرآن على قلب النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وقد كان جبريل -عليه السلام- يدارس النبي الكريم فيه القرآن؛ ليثبّت به فؤاده، ولهذا فإنّ الحديث عن القرآن في رمضان حديثٌ له خصوصيته لاسيما مع إقبال الناس عليه، والمرأة المسلمة حريصةٌ كلّ الحرص على اكتساب الأجور في رمضان، ولكنه قد يعرض لها ما يمنعها عن العبادة كالحيض أو النفاس؛ فهل الحيض مانعٌ للمرأة من قراءة القرآن، وما حكم الشرع في مسألة مسّ الحائض للقرآن في رمضان وفي غيره؟
بالرغم من أنّ لشهر رمضان خصوصيةً في ارتباطه بالقرآن، إلا أنّ العلماء رأوا أنّ الحكم الشرعي في هذه المسألة يجري على شهر رمضان كما يجري على بقيّة أشهر وأيام السنة بلا فرقٍ، وبيان ذلك على النحو الآتي:
موسوعة موضوع