أفتى علماء الأمّة الإسلاميّة بصحة صيام من أكل أو شرب ناسياً في الصيام عموماً، سواء كان صيام فرض أو نذر أو تطوع، فالله سبحانه وتعالى تجاوز عن العباد نسيانهم، وعفا عن ذلك إحساناً منه وفضلاً، فصيام من أكل أو شرب أو جامع في صيام التطوع ناسياً صحيح ولا قضاء عليه أو كفارة، استدلالاً بحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي جاء فيه: (مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ).
اختلف العلماء في حكم قطع صيام التطوع بعد الشروع فيه، فذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بعدم وجوب إتمام صيام التطوع وجواز قطعه بعد الشروع فيه، وقد استدلوا بذلك بما جاء في السنّة النبويّة من فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينما أكمل صيام التطوع بسبب عدم إيجاده طعاماً يأكله، بينما قطعه في يوم آخر حينما وجد في بيت إحدى زوجاته طعاماً من حيس أهدي لهم، بينما ذهب الحنفية إلى القول بوجوب إتمام صيام التطوع بعد الشروع فيه، ووجوب القضاء لمن أفسده، واستدلوا على ذلك بأحاديث ضعّفها العلماء، أمّا الرأي الراجح فهو جواز قطع صيام التطوع بعد الشروع فيه؛ لأنّ الصائم في حالة التطوع يكون أمير نفسه، ويؤيد ذلك ما جاء في السنّة النبويّة عن أم هانئ قالت: (يا رسولَ اللهِ لقدْ أفطرتُ وكنتُ صائمةً، فقال لها: أكنتِ تقضينَ شيئًا؟ قالتْ: لا، قالَ فلا يضرُّكِ إنْ كانَ تطوعًا)
موسوعة موضوع
العربية
