ما سبب تسمية سورة ق

الكاتب: مروى قويدر -
ما سبب تسمية سورة ق

ما سبب تسمية سورة ق.

 

 

تعريف بسورة (ق):

 

سورة (ق) هي السّورة الخمسون من حيث ترتيب سور القرآن، وهي سورة مكيّة؛ أي نزلت قبل الهجرة النبويّة الشّريفة إلى المدينة المنوّرة، وعددُ آياتِ هذه السّورة خمس وأربعون آيةً، وأوّل آيةٍ فيها قَسَمٌ بحرف القاف والقرآن المجيد، وآخر آيةٍ أمرٌ للرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم أن يُذكِّر بالقرآن مَن يخاف وعيدَ الله سبحانه وتعالى.

 

سبب تسمية سورة (ق):

 

عندما يفتح المسلمُ المصحفَ ليقرأ سورة (ق)، فإنّ أوّل ما يَبدأُ به هو قوله تعالى في أوّلها: (ق)، وهو من الحروف المُقطَّعة التي استُخدِمت في القرآن الكريم في عدّةِ مواضعَ، مثل: (ألم)، (ألر)، (ص)، (كهيعص)، وتأتي هذه الحروف المُقطَّعة في القرآن الكريم نوعاً من التحدّي للعرب، وكأنّها تخاطبهم، وتقول لهم إنّ هذه الحروف هي حروف اللّغة العربيّة التي يعرفونها جيّداً، ويستخدمونها في لغتهم، والله سبحانه وتعالى أنزلَ القرآن آياتٍ وسوراً مُكوّنةً من هذه الحروف التي يخبُرونها جيّداً، ثمّ تحدّى بها العرب الذين نزلَ القرآنُ بلغتهم أن يأتوا بقرآنٍ مثله، أو عشرِ سورٍ، أو سورةٍ في مثل إعجازه بلاغيّاً، ولغويّاً، وتشريعيّاً.


بدأت سورة (ق) بقوله تعالى: (ق)؛ لهذا سُمِّيت بسورةِ (ق)، والقاف حرفٌ قويٌّ من حروف الاستعلاء المجموعة في قولهم: (خصّ ضغطٍ قظ)، ثمّ يأتي بعد هذا الحرف قوله تعالى: (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)؛ فالله سبحانه بدايةً يقول قافاً، ثمّ يُتبِعها بالقسم بالقرآن المجيد، وقسم الله سبحانه وتعالى بشيءٍ يدلّ على عظمة هذا الشّيء، وهنا القسمُ بالقرآن المجيد دليلٌ على عظمة القرآن الكريم، وعظَمَة سُوَره وآياته، ووجوب احترامها وتَبجيلها، والعناية بها دراسةً، وفهماً، وتدبُّراً، وحفظاً، وتطبيقاً.

 

فضل سورة (ق):

 

كان سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم يخطُبُ بسورة (ق) في خطبتَي: العيد، والجمعة، فإذا حضر العيد أو الجمعة، صعد المنبر، وجعل موضوع الخطبة قراءة سورة (ق)، فيكتفي بتلاوة هذه السّورة، وفي ذلك دليلٌ على شموليّتها، وعِظَم معانيها، إنّها سورة تصلح في موضوعها ليُكتَفى بها في خطبتي: العيد، أو الجمعة؛ فهي بناءٌ متكاملٌ، ابتداءً من ولادة الإنسان، وموته، وبعثه، وأهميّة التزامه، وطاعته لله وأوامره في جوانب الحياة المتعدّدة، وتبيّن أنّ الموت حاضرٌ في كلّ وقتٍ؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان، وربُّنا جلَّ وعلا أعلم بكلّ ما يدور في نفسه، وما تزيّنه هذه النّفس له، وليس الله سبحانه وتعالى في ذلك كلّه بعيداً عنه، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد الذي يضخّ في الجسد كلّه ما يحتاجُ من دماء، كما تعرض السّورة صوراً متعدّدةً، مثل: الحياة، والموت، والهلاك، والبلى، والبعث، والحشر، وتصوّر كذلك بعض الحقائق الكونيّة الظّاهرة في السّماء، والأرض، والماء، والنّبات، والثّمر

شارك المقالة:
91 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook