اختلفت الآراء في سبب عدم بداية سورة التوبة بالبسملة، حيث إنّ أحد الآراء يقول إن سورة التوبة لمّا نزلت بدأت بنقض العهد الذي كان بين الرسول صلّى الله عليه وسلّم والمشركين، حيث بعث النبي علي بن أبي طالب إليهم فتلى عليهم السورة دون البسملة، وفيما ورد عند سؤال علي عن السبب قال: إنّ بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف،بيد أنَّ الرأي المشهور يرى أنّ سورتي الأنفال والتوبة لهما تقارب شديد في المعنى، ولم ينزل بينهما بسملة، فاعتقد الصحابة وعلى رأسهم عثمان بن عفان أنهما سورة واحدة، فوضعت السورتين في مكان واحد ودون الفصل بينهما بالبسملة، لعدم وجود دليل على أنهما سورتين، فاحتاطوا بجعلهما متقاربتين وذلك عند جمع المصحف في عهد عثمان.
يُطلق على سورة التوبة عدّة أسماء منها براءة والكاشفة والفاضحة والمُنكلة، بيد أنّ أشهر الأسماء هو التوبة، حيث سُميت بذلك لما تضمنته السورة من توبة الله ورضوانه على المؤمنين الصادقين، ومنهم الثلاثة المتخلّفين عن الجهاد، وتجدر الإشارة أنّ سورة التوبة نزلت في السنة التاسعة للهجرة، وهي سنة خروج المسلمين إلى تبوك لمواجهة الروم، إضافة إلى خروجهم إلى الحج، وعلى ذلك فإنّ السورة احتوت هدفيين رئيسيين، أولهما بيان القانون الأساسي الذي ستبنى عليه الدولة الإسلامية، ومن هذه الأساسيات قبول وجود أهل الكتاب في الجزيرة العربية والتعامل معهم، والتصفية النهائية بين المسلمين والمشركين، وإلغاء معاهداتهم ومنعهم من الحج، أمّا ثاني الأهداف فهو بيان نفوس أتباع الرسول عندما دعاهم إلى غزو الروم، فمنهم المتثاقلين والمتخلفين والمنافقين.
موسوعة موضوع