ما سبب نزول سورة النصر

الكاتب: مروى قويدر -
ما سبب نزول سورة النصر

ما سبب نزول سورة النصر.

 

 

تعريف عام بسورة النصر:

 

تُعتبر سورة النصر من السور المدنية التي وقع إجماع العلماء على مدنيتها، وعدد آياتها ثلاث آيات وهي: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)، وهي من قصار السور، وعَدد كلماتها سبع عشرة كلمة، وعدد حروفها سبعةٌ وسبعون حرفاً، ويُطلق عليها سورة التوديع، ويأتي ترتيبها من حيث النزول بعد سورة التوبة، أمّا ترتيبها في المُصحف فهو بعد سورة الكافرون وتتناسب معها في أنّ الأولى جاء فيها ذكر لاختلاف دين النبي صلى الله عليه وسلم والذي يدعو إليه عن دين الكفار الذي يصرون ويعكفون عليه.


في سورة النّصر إشارة إلى أنّ دين الكفّار سيزول وسيضمحل، فحملت سورة النصر بين طيّاتها البِشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بفتح مكة، وانتصاره على المشركين، وانتشار الإسلام، وإتمام الرسالة، وأداء الأمانة، وأخبرت سورة النصر النبيّ صلى الله عليه وسلم بقرب أجله، وأن يُسبّح بحمد الله ويستغفره.

 

سبب نزول سورة النصر:

 

من المُتعارف عليه بين أهل القرآن أنّ لكل سورة هدفاً أو غايةً أو حادثة نزلت من أجلها، أو ما يُعرف بأسباب النزول، أمّا بالنّسبة لسبب نزول سورة النصر فهو إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن دنو أجله، والعلامة على ذلك فتح مكة، والدليل على ذلك كما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: (كان عمرُ يدخلُني مع أشياخِ بدر، فقال بعضُهم: لم تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتُم، قال: فدعاهم ذاتَ يومٍ ودعاني معهم، قال: وما رأيتُه دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) حتى ختم السورةَ، فقال بعضُهم: أمرنا أن نحمد اللهَ ونستغفرَه إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم، لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئًا، فقال لي: يا ابنَ عباسٍ، أكذلك قولك؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أعلمه اللهُ له: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكةَ، فذاك علامةُ أجلِك: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)، قال عمرُ: ما أعلم منها إلا ما تعلمُ).


بالنّسبة لوقت نزول سورة النصر فللعلماء في ذلك قولان: الأول؛ أنّ سورة النصر نزلت بعد فتح مكة، وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها مدّة سبعين يوماً، وتوفّي في شهر ربيع الأول من السنة العاشرة للهجرة؛ فلذلك أطلق على هذه السورة سورة التوديع، أمّا بالنسبة لفتح مكة فكان في السنة الثامنة من الهجرة، أمّا القول الثاني فيُبيّن أنّ سورة النصر نزلت قبل فتح مكة، وفيها وَعد للنبيّ صلى الله عليه وسلم بالنصر على أهل مكّة وفتحها لهم

شارك المقالة:
53 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook