ما عقاب سماع الأغاني

الكاتب: علا حسن -
ما عقاب سماع الأغاني.

ما عقاب سماع الأغاني.

 

الجزاء والعقاب في الإسلام

يُجازى الإنسان عن كلّ فعلٍ يصدر عنه؛ فإن فعل خيراً فإنّه يُجزى خيراً، وإن فعل شرّاً فإنّه يُجزى بمثله، يقول الله تبارك وتعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، والإنسان مسؤول عن أفعاله كلّها؛ فإن عمل سيِِّئاً فله عقوبة، والعقوبة درجات وليست جميعها في درجةٍ واحدةٍ من حيث السّوء، ونتيجة الفعل، وكما أنّ الأفعال السيِّئة تختلف في الدّرجة؛ فإنّ العقوبة تتدرّج وتختلف بين تصرُّفٍ سيِّئٍ وآخر؛ فأعظم الذنوب هو الشِّرك بالله؛ فالشّرك والكفر يُحبطان العمل، كما أنّ الكبائر والمعاصي تُحبِط الحسناتِ بمقدار المعصية والفعل السّيِّئ الذي صدر عن صاحبه، وتبعاً لذلك تختلف العقوبة ودرجتها بناءً على الاختلاف في درجة سوء الفعل، وعليه فإنّ الاستماع للأغاني مثله مثل باقي المعاصي، له عقوبة وجزاء، فما عقوبة من يسمع الأغاني، وما حُكم سماعها؟

 

تعريف الأغاني

الغناء من الصّوت: هو ما طُرِب به من الصّوت، قال حميد بن ثور:

  • عجبْتُ لها أنَّى يكون غناؤها
فصيحاً، ولم تفغَرْ بمنطِقِها فما


وقد غنَّى بالشِّعر، وتغنَّى به، فقال:

  • تغنَّ بالشِّعر، إمّا كُنْتَ قائِله،
إنّ الغناءَ بهذا الشِّعر مضمارُ

وقد أراد ابن ثورٍ في قولة: (إنّ التغنّي)، فوضع الاسم موضع المصدر، وغنّاه بالشّعر وغنّاه إيّاه، ويُقال: غنّى فلانٌ يُغنّي أُغنيةً، وتغنّى بأُغنيةٍ حسَنَةٍ، وجمعُها الأغاني

حُكم الأغاني

إنّ الأغاني التي تُستخدَم معها آلات العزف الموسيقيّ حرامٌ مُطلقاً، ولا يحلّ سماعها أبداً، وقد رُوِي عن الصحابيّ الجليل عبد الله بن مسعود أنّه أقسم ثلاثاً أنّ آية لقمان الواردة في قوله سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ فقد نزلت في المعازف، وأنّ لهو الحديث الذي يُضلّ عن سبيل الله هو المعازف. وأمّا الأغاني دون مُصاحبة آلات العزف، ولكنّ في معناها سوءاً أو كلاماً سيِّئاً، مثل: الغزَل، أو الهِجاء، أو نحو ذلك؛ فهو غناءٌ مذمومٌ كذلك على قَدر ما فيه من سوء وكلام لا يستقيم مع أحكام الشّريعة الإسلاميّة

الغناء دون مصاحبة المعازف وآلات اللّهو والموسيقى

الغناء الذي لا يُصاحب المعازف وآلات الموسيقى واللّهو، نوعان:

  • النّوع الأوّل: غناء النّساء للرّجال، أو غناء امرأةٍ للرّجال، فهذا الغناء حرامٌ قطعاً، فإن غنّت المرأة في حضرة النساء بكلام طيّبٍ حسَن، في مناسبة كعيد أو عُرس جازَ ذلك.
  • النّوع الثاني: غِناء الرّجل، شرطَ أن يكون الكلام المُستخدَم في الغناء طيِّباً وحسناً، يدعو إلى الفضيلة والخير، فهذا الغناء الطيّب أباحته جماعة من العلماء، وقال آخرون بكراهتِهِ، خاصّةً إن كان بأُجرة.
شارك المقالة:
103 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook