يُجازى الإنسان عن كلّ فعلٍ يصدر عنه؛ فإن فعل خيراً فإنّه يُجزى خيراً، وإن فعل شرّاً فإنّه يُجزى بمثله، يقول الله تبارك وتعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، والإنسان مسؤول عن أفعاله كلّها؛ فإن عمل سيِِّئاً فله عقوبة، والعقوبة درجات وليست جميعها في درجةٍ واحدةٍ من حيث السّوء، ونتيجة الفعل، وكما أنّ الأفعال السيِّئة تختلف في الدّرجة؛ فإنّ العقوبة تتدرّج وتختلف بين تصرُّفٍ سيِّئٍ وآخر؛ فأعظم الذنوب هو الشِّرك بالله؛ فالشّرك والكفر يُحبطان العمل، كما أنّ الكبائر والمعاصي تُحبِط الحسناتِ بمقدار المعصية والفعل السّيِّئ الذي صدر عن صاحبه، وتبعاً لذلك تختلف العقوبة ودرجتها بناءً على الاختلاف في درجة سوء الفعل، وعليه فإنّ الاستماع للأغاني مثله مثل باقي المعاصي، له عقوبة وجزاء، فما عقوبة من يسمع الأغاني، وما حُكم سماعها؟
الغناء من الصّوت: هو ما طُرِب به من الصّوت، قال حميد بن ثور:
وقد غنَّى بالشِّعر، وتغنَّى به، فقال:
وقد أراد ابن ثورٍ في قولة: (إنّ التغنّي)، فوضع الاسم موضع المصدر، وغنّاه بالشّعر وغنّاه إيّاه، ويُقال: غنّى فلانٌ يُغنّي أُغنيةً، وتغنّى بأُغنيةٍ حسَنَةٍ، وجمعُها الأغاني
إنّ الأغاني التي تُستخدَم معها آلات العزف الموسيقيّ حرامٌ مُطلقاً، ولا يحلّ سماعها أبداً، وقد رُوِي عن الصحابيّ الجليل عبد الله بن مسعود أنّه أقسم ثلاثاً أنّ آية لقمان الواردة في قوله سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ فقد نزلت في المعازف، وأنّ لهو الحديث الذي يُضلّ عن سبيل الله هو المعازف. وأمّا الأغاني دون مُصاحبة آلات العزف، ولكنّ في معناها سوءاً أو كلاماً سيِّئاً، مثل: الغزَل، أو الهِجاء، أو نحو ذلك؛ فهو غناءٌ مذمومٌ كذلك على قَدر ما فيه من سوء وكلام لا يستقيم مع أحكام الشّريعة الإسلاميّة
الغناء الذي لا يُصاحب المعازف وآلات الموسيقى واللّهو، نوعان: