ما علاج انخفاض درجة الحرارة عند الأطفال

الكاتب: جانيت غنوم -
علاج انخفاض درجة الحرارة عند الأطفال

ما علاج انخفاض درجة الحرارة عند الأطفال

نظرة عامة

تعدّ درجة حرارة جسم الطفل منخفضة (بالإنجليزية: Hypothermia) عندما تقل عن 35 درجة مئوية، حيث تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية للأطفال والرضع ما بين 36.6 إلى 37.7 درجة مئوية، ويُعد انخفاض درجة حرارة الطفل حالة صحية طارئة، لأنَّها تؤثر في الدماغ والجسم بشكل عام، وتجدر الإشارة إلى أنَّ إهمالها وعدم علاجها قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات عديدة، وتحدث هذه الحالة عندما يتعرض الجسم إلى فقد درجة الحرارة بوتيرة أسرع من توليدها، على سبيل المثال عندما يتعرض الطفل إلى الهواء البارد، أو الماء، والرياح الباردة، أو المطر، ويجدر التنبيه إلى أن الأطفال الرضع لا يملكون القدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم، ويفقدون الحرارة بسهولة أكبر من البالغين فقد تنخفض درجة الحرارة لديهم بمجرد نومهم في غرفة باردة، لذلك من الضروري المحافظة على دفء الطفل. وحقيقة يرافق انخفاض درجة حرارة جسم الطفل ظهور العديد من الأعراض مثل: الارتعاش، وخدر أصابع اليدين والقدمين، والشعور بألم في العضلات، وبطء التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب، ومواجهة صعوبة في المشي، والشعور بألم في العضلات، وازرقاق مناطق الجلد المكشوفة وانتفاخها، وشعور الطفل بالتشويش الذهني، أما بالنسبة للرضع فقد يبدون بصحة جيدة ولكن يكون جسم الرضيع باردًا وضعيفًا، بالإضافة إلى رفض الطفل للطعام وهدوئه على غير العادة.


ومن الجدير بالذكر أن الجزء المسؤول عن تنظيم درجة الحرارة في الجسم يوجد في الدماغ، ويُعرف بمنطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، حيث إنه يميز التغيرات في درجة حرارة الجسم ويحفز عمليات الاستجابة للمحافظة على درجة الحرارة الطبيعية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الجسم يُنتج الحرارة عن طريق عمليات الأيض الروتينية التي تحدث في الخلايا لتدعم وظائف الجسم الحيوية، ويفقد الجسم معظم هذه الحرارة من خلال سطح الجلد عن طريق عمليات الحمل الحراري، والتوصيل الحراري، والإشعاع، والتبخر، وفي حال تواجد الجسم في بيئة باردة، فإنه يستجيب لذلك من خلال بعض العمليات الطبيعية للحفاظ على درجة حرارته، كالارتعاش الذي بدوره يزيد من نشاط العضلات لتنتج مزيداً من الحرارة، وفي حال استمرار الجسم لفقد الحرارة بصورة أكبر من إنتاجها فإن ذلك يقلل من حرارة الجسم الأساسية (الإنجليزية: Core Temperature)، واستجابة إلى ذلك يحّول الجسم مسار الدم من الجلد إلى الأعضاء الحيوية كالقلب والدماغ، والرئتين، والكلى للتقليل من فقد الحرارة، وتجدر الإشارة إلى أن القلب والدماغ أكثر الأعضاء حساسية للحرارة.

 

علاج انخفاض درجة الحرارة عند الأطفال

يشخص الطبيب انخفاض درجة حرارة الطفل عن طريق قياسها وملاحظة الأعراض المرافقة لها، وبناءً على هذه الأعراض ومدى انخفاض درجة الحرارة يتم تحديد شدة الحالة؛ فإما أن يكون انخفاض درجة الحرارة طفيفًا (بالإنجليزية: Mild hypothermia) بحيث تتراوح درجة حرارة الطفل ما بين 32-35 درجة مئوية، وإمّا أن يكون الانخفاض معتدلًا (بالإنجليزية: Moderate hypothermia)، بحيث تتراوح درجة حرارة الطفل بين 28-32 درجة مئوية، أو انخفاضًا شديدًا (بالإنجليزية: Severe hypothermia)، بحيث تكون درجة حرارة الطفل أقل من 28 درجة مئوية.

 

حيث يمكن علاج انخفاض درجة الحرارة الطفيف بسهولة، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة تلقي العلاج المناسب في حال انخفاض درجة حرارة الجسم عن 32 درجة مئوية لتجنب المضاعفات المحتلمة، ويُعدّ الانخفاض الشديد في درجة الحرارة من الحالات الصحية الطارئة، حيث يجب أن يتلقى الطفل في هذه الحالة الرعاية الطبية الفورية، ويمكن تمييز ذلك بملاحظة بعض الأعراض على الطفل، مثل: أن يكون جسمه شديد البرودة عند لمسه، ولا يستجيب لمن حوله، وبؤبؤ عينه ثابت لا يستجيب للضوء، بالإضافة إلى أنه قد يبدو بأنه لا يتنفس وقلبه لا ينبض؛ وذلك لأن المصاب بانخفاض درجة الحرارة الشديد يتنفس مرة واحدة في الدقيقة، وقلبه ينبض بمقدار أقل من 20 نبضة بالدقيقة الواحدة.

 

الإسعافات الأولية لانخفاض درجة الحرارة

يمكن علاج انخفاض درجة الحرارة بتدفئة المريض وذلك لمنع فقد المزيد من حرارة الجسم، كما يجب التنويه إلى ضرورة معاملة الطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة برفق وحذر، ونذكر فيما يأتي بعضًا من الإسعافات الأولية والأمور التي يجب اتباعها في حالة انخفاض درجة حرارة الطفل:

  • نقل الطفل لمكان دافئ في أسرع وقت ممكن، وعزله عن الأرضيات الباردة، وإبعاده عن مجرى الرياح، والمحافظة على وضعية الطفل مستلقياً.
  • نزع الملابس المبتلة عن الطفل وتجفيف جسمه في حال كان مبتلاً فور الانتقال إلى مكان دافئ.
  • تغطية الطفل وتدفئة رأسه وجذع جسمه أولاً.
  • احتضان الطفل برفق، وذلك لأن حرارة الآخر تساعد على تدفئته.
  • زيادة النشاط البدني للطف إن أمكن، ويجب التنويه إلى ضرورة تجنب تعرقه لأن ذلك يتسبب بفقدان حرارة الجسم مجدداً.
  • إعطاء الطفل مشروبات ساخنة أو تلك التي تمدّه بالطاقة مثل مشروب الشوكولاتة إن أمكن.
  • استخدام كمادات الإسعافات الأولية الدافئة والجافة، ويجب التنويه إلى أن تكون الكمادات دافئة وليست ساخنة لتجنب إصابة الطفل بالحروق لأن المصاب قد يعاني من مشاكل في الإحساس بجلده، ومن الجدير بالذكر أن استخدام هذه الأدوات يجب أن يكون على الرقبة، والفخدين، الصدر، ويجب تجنب وضعها على الساقين والذراعين لأن ذلك يدفع الدم البارد إلى القلب، والرئتين، والدماغ مما يؤدي إلى تقليل درجة الحرارة الأساسية للجسم.
  • المحافظة على دفء الطفل وجفاف جسمه فور استقرار وضعه وثبات درجة حرارة جسمه.

 

الإسعافات الأولية لانخفاض الحرارة الشديد

كما ذكر سابقاً يجب أن يتلقى الطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة الشديد رعاية طبية فورية وطارئة، ولذلك يجدر الاتصال بالطوارئ على الفور لنقل الطفل المصاب إلى المستشفى، وفي هذه الأثناء -بالإضافة إلى الخطوات التي ذكرت في الفقرة السابقة- يتوجب مراقبة تنفس للطفل المصاب؛ وذلك لأن التنفس يكون بطيئًا جداً وضحلًا، وبالإضافة إلى ذلك قد يتوقف التنفس عند الطفل في بعض الحالات، كما يتوجب على الشخص المسعف إجراء الإنعاش القلبي الرئوي على الفور إن لم تظهر أي علامات تدل على الحياة على الطفل المصاب، مثل: إن لم يكن يتنفس بشكل طبيعي، أو فاقدًا للوعي، أو لا يستجيب لمن حوله، أو لا يتحرك.

 

العلاج الطبي

قد يحتاج الطفل المصاب بانخفاض درجة الحرارة للرعاية الطبية الطارئة، ويعتمد اختيار طبيعة العلاج الطبي على شدة انخفاض درجة الحرارة، ونذكر فيما يأتي بعض العلاجات التي قد يتلقاها المصاب:

  • التدفئة الذاتية: يتم اللجوء إلى هذا الإجراء للأشخاص الذين يعانون من انخفاض درجة الحرارة بشكل معتدل، حيث يُكتقى بتغطية جسم الطفل المصاب بالبطانيات الدافئة بالإضافة لتقديم المشروبات الدافئة للطفل.
  • تدفئة الدم: (بالإنجليزية: Blood rewarming) وذلك من خلال سحب الدم من الجسم وتدفئته ثم إعادته إلى الجسم مرة أخرى، ويتم إجراء هذه العملية من خلال الجهاز المستخدم لتنقية الدم في عملية غسيل الكلى والمعروف بالديلزة الدموية (بالإنجليزية: hemodialysis).
  • حقن سوائل دافئة بالوريد: يساعد حقن السوائل الوريدية الدافئة التي تتكون من الماء والملح على تدفئة الدم، وبالتالي رفع درجة حرارة الجسم.
  • تدفئة مجرى الهواء: يلجأ في بعض الحالات إلى استخدام أقنعة الأكسجين أو الأنابيب الأنفية لرفع درجة حرارة الجسم، وذلك لأن الأكسجين الرطب المستخدم في هذه التقنيات يساعد على تدفئة الشعب الهوائية.
  • استخدام تقنية الإرواء: (بالإنجليزية: Irrigation) وذلك من خلال استخدام قسطرة بالإضافة لمحلول الماء والملح الدافئ، وذلك لتدفئة مناطق معينة في الجسم، وعادة ما تكون هذه المناطق متضررة بسبب انخفاض درجة الحرارة، مثل المنطقة المحيطة بالرئة التي تعرف بغشاء الجنب (بالإنجليزية: pleura)، أو تجويف البطن المعروف باسم التجويف الصفاقي (بالإنجليزية: peritoneal cavity).

 

نصائح عامة

يجب التنوية إلى ضرورة تجنب إجراءات معينة للطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة، لتجنب المضاعفات المحتملة التي قد تنتج عنها، ولذلك فإنّه يُنصح بما يأتي:

  • تجنب تدليك أطراف المريض.
  • تجنب وضع المريض في حمام ماء ساخن.
  • تجنب استخدام مصابيح التدفئة.
  • تجنب إعطاء الطفل أي مشروب يحتوي على الكحول.

 

علاج انخفاض الحرارة عند الرضع

تجب مراجعة الطبيب في حال استمرار انخفاض درجة حرارة الطفل الرضيع بعد فشل الإجراءات التي يمكن اتباعها لرفع درجة حرارة الجسم، مثل إلباس الطفل ملابس دافئة، ورفع درجة حرارة المنزل وتدفئته، بالإضافة إلى النقاط التي ذكرت في الفقرات السابقة، كما يجب التنويه إلى إرضاع الطفل رضاعة طبيعية في هذه الحالة، ونذكر فيما يأتي توصيات مقدمي الرعاية الطبية التي يجب القيام بها في حال فشل تلك الإجراءات:

  • استخدام أساليب التدفئة، مثل: وسائل تدفئة السرير، ومصابيح الحرارة.
  • وضع الطفل في سرير مفتوح مضاف له جهاز تدفئة مشع.
  • وضع الطفل في الحاضنة الخاصة بالرضع.

 

نصائح للوقاية من انخفاض الحرارة عند الأطفال

يجب التنبيه إلى تجنب التعرض للجو البارد -حتى ولو كان لوقت قصير- لما له من دور في انخفاض درجة حرارة الجسم، ومن الجدير بالذكر أن القشعريرة، والخدران، والشعور بالبرد تعد من العلامات التحذيرية التي قد تدل على فقدان الجسم لحرارته، ونذكر فيما يأتي مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها لتجنب انخفاض درجة حرارة الجسم للأطفال:

  • تجنب التعرض للجو البارد لفترة طويلة.
  • شرب الكثير من السوائل.
  • المحافظة على تناول وجبات الطعام بانتظام.
  • ارتداء عدة طبقات من الملابس، حيث تُعد أفضل من ارتداء قطعة واحدة سميكة، للاحتفاظ بحرارة الجسم والحد من فقدها، كما ينصح بارتداء الملابس المصنوعة من الصوف؛ إذ تتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالحرارة وحبسها أكثر من غيرها من الأقمشة.
  • ارتداء طبقة خارجية مضادة للماء، للحفاظ على جفاف الجسم والملابس.
  • تبديل الملابس المبللة مباشرةً فور تبللها.
  • ارتداء قبعات، وقفازات شتوية، وأوشحة صدرية، وجوارب، والاحتفاظ ببديل آخر في حال تبلل أيّ منها، بالإضافة إلى أرتداء أحذية عازلة، كما يجب التنويه إلى تجنب ارتداء الملابس والأحذية الضيقة جدًا، لأن ذلك قد يقيد الدورة الدموية، وبالتالي سيصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بانخفاض درجة الحرارة.
  • إضافة ميزان حرارة طبي إلى حقيبة الإسعاف الأولية للتّمكن من فحص درجة حرارة الجسم.
  • تدفئة المنزل عند الوجود داخله، حيث يجب الحفاظ على درجة حرارة المنزل بألا تقل عن 18 درجة مئوية، بينما يجب أن تتراوح درجة حرارة غرفة نوم الطفل من 16-20 درجة مئوية، واستخدام ميزان حرارة للغرفة أيضاً، بالإضافة إلى إغلاق جميع النوافذ والأبواب الداخلية.
  • التأكد دائماً من قدرة الوصول للمساعدة عند التواجد خارج المنزل، كما يُنصح بالتخطيط للأنشطة الخارجية بوقت مسبق، بالإضافة إلى وضع خطة بديلة في حال حدوث أي أمر غير متوقع.
  • تجهيز حقيبة للسيارة تحتوي على الأدوات اللازمة للحفاظ على التدفئة، مثل: عدة إشعال نار، وملابس إضافية، وطعام ومشروبات، وغير ذلك من اللوازم والاحتياطات.
شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook