أراد أحد الأطباء المولدين، واسمه (رين فان ديكار) أن يقنع مرضاه بأن الجنين كائن مستقل يستطيع الإحساس بالمحيط الذي يعيش فيه، وبوجود أمه.
سأل الطبيب الأمهات إذا ما كن يردن أن يتحدثن مع أجنتهن، فوافقت بعض الأمهات وقمن بتسجيل "ها ها ها" بأصواتهن على شريط ثم قمن بإسماع الشريط لأجنتهن يوميًا خلال الشهرين الأخيرين من الحمل.
كان الطبيب يأمل أنه عند ولادة هؤلاء الأجنة سيستطيعون أن يتعرفوا على أصوات أمهاتهم، إلا أن ما حدث كان غير متوقع على الإطلاق، حيث لاحظت بعض الأمهات أن أطفالهن بدأو بإصدار أصوات مميزة في اليوم الرابع بعد الولادة هذا الصوت كان "ها ها ها".
وبدأ الطبيب في توسيع فكرة التجربة، أراد أن يقرن كلمات الأم بأفعالها، فعندما تقول: "أربت" تقوم في نفس الوقت بالتربيت بشكل لطيف على بطنها، وعندما تقول "أمسد" تقوم بالتمسيد، وعندما تقول: "أفرك" تقوم بفرك بشكل دائري، وعندما تقول "أعصر" تقوم بعصر الجلد فوق بطنها، وطلب من الحوامل أن يقمن بذلك مرتين يوميًا خلال الشهرين الأخيرين من الحمل.
وبمراقبة الأجنة بالموجات فوق الصوتية وخلال غجراء الفحص، لاحظ الطبيب إنه عندما كان يطلب من الأمهات أن يكررن الكلمات: "أربت، أمسد، أفرك، أعصر" بدون أن يلمسن بطونهن، كانت النتيجة أن الأجنة كانت تتحرك كرد فعل لسماع هذه الكلمات.
حتى عندما لم تتكلم الأمهات بل قمن فقط بالتربيت والتمسيد، وفي الأجنة استجابت بتكرار نفس الأنماط من الحركة. إن الجنين كائن حساس، ويتفاعل مع المؤثرات المحيطة المختلفة، وإن الأحداث التي تجري معه وهو في الرحم لا تؤثر على سلوكه فقط، وإنما على شخصيته ككل أيضًا.
العربية
