على الرغم من أن العملية التي تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية تبدو غير واضحة، فإنها تشبه ما يمكن أن يحدث في أي مكان آخر في الجسم: بمعنى أن حدوث الانسداد يؤدي إلى الإصابة بالمرض.
وعند إمعان التفكير في ذلك، نجد أن الجسم يحتوي على العديد من التجاويف التي تقوم بتصريف السوائل بانتظام، مثل المثانة البوليةوالأذن والأمعاء الغليظة والغدد العرقية متناهية الصغر. وفي حالة انسداد أي من هذه التجاويف وعدم تصريفها للسوائل، تبدأ أعداد البكتريا في التضاعف ومن ثم تحدث الإصابة بالمرض. فعلى سبيل المثال، عند انسداد المثانة بسبب وجود حصاة أو تضخم البروستاتا، فإن ذلك يؤدي إلى التهاب مجرى البول. ويسبب انسداد القولون التهاب القولون، ويؤدي انسداد القناتين السمعيتين – قناتي إستالكويس – (Eustachian Tubes) إلى التهاب الأذن (التهاب الأذن الوسطى)، ويؤدي انسداد الغدد العرقية إلى الإصابة بحب الشباب.
إن المواد التي تضيفها كرات الدم البيضاء والبكتريا إلى المخاط تزيد من كثافة قوامه مقارنة بقوامه الطبيعي، وغالبًا ما يصبح لون المخاط أصفر أو أخضر (انظر مربع المعلومات الإضافية الذي يحمل عنوان "سبب اكتساب المخاط المصاب اللون الأخضر"). وتعرف هذه المادة غليظة القوام بالصديد أو المخاط المتقيح.
تتمكن بعض كميات الصديد المتكون في الجيوب الأنفية من الخروج من فتحات تصريف الجيوب الأنفية ومنها إلى مؤخرة تجويف الأنف. فتصب في الحلق مما يسبب تهيجه أو حدوث رشح إلى أسفل، مما يتسبب في زيادة إفرازات المخاط خلف الأنف (التقطير خلف الأنف).
قد تزداد حالة التهاب الجيوب الأنفية سوءًا بالكامل قبل أن تتحسن. فمن أجل التصدي للعدوى، تصبح الجيوب الأنفية أكثر التهابًا مما يزيد من التضخم، ومن ثم يزيد ذلك من حالة الانسداد، وبالتالي تصبح هناك فرصة لتزايد نمو البكتريا. وفي هذا الوقت، يصل المرض إلى مرحلة اكتمال "دورة التهاب الجيوب الأنفية"،. وفي النهاية تتوقف هذه الدورة الخطيرة، عندما يقضي الجهاز المناعي للجسم أو الأدوية أو الجراحة، في بعض الحالات، على البكتريا. ثم تخف حدة الالتهاب والانسداد، مما يجعل الجيوب الأنفية تعود إلى تصريف المخاط بصورة طبيعية مرة أخرى.
العربية
