شهد التاريخ معارك عدة لنشر الدين الإسلامي وإعلاء كلمة الله تعالى، وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم للقاء العدو في معارك عدة تُعرف باسم الغزوات، وهذه الغزوات بدأت بعد تشريع القتال والإذن به من عند الله تعالى؛ لإظهار قوة المسلمين أمام القبائل المحيطة بهم وزرع الخوف في صدورهم، والغزوة لغة مشتقة من غزا، يغزو، غَزوة، فهو غازٍ والجمع غُزاة، وهي القصد والطلب، ومهاجمة العدو في داره، وهي اسم مرة من غزا، وجمعها غزوات، واصطلاحاً هي كل قتال خرج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم للقاء العدو، سواء حدث فيه قتال أم لم يحدث.
غزا الرسول صلى الله عليه وسلم غزوات عدة بلغ عددها سبعاً وعشرين وقيل تسعاً وعشرين غزوة، وقد قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم في تسع غزوات منها فقط، وهذه الغزوات هي: بدر، وأحد، والمريسع (بني المصطلق)، والخندق، وبني قريظة، وخيبر، وفتح مكّة، وحُنين، والطائف، أمّا الغزوات الباقية فلم يقاتل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم.
كل قتال خرج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه يُعرف باسم الغزوة، أمّا السرية فهي كل قتال أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً من أصحابه إليه، ولم يحضره، ولم يخرج إليه بنفسه، وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم عدداً كبيراً من السرايا تراوح عددها بين 40-60 سرية، وأول سرية بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت سرية حمزة بن عبد المطلب، التي أرسلها إلى سيف البحر في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة، وآخر سرية كانت سرية أسامة بن زيد في صفر من السنة الحادية عشر للهجرة.