يتجلّى سبب نزول السّورة، عندما قال أبو جهل للنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: إنّا لا نُكذّبك ولكن نُكذّب بما جئت به فأنزل اللَّه: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}،وهذا السّبب واضح في قول جمهور المُفسّرين ومنهم: الطّبري، والبغوي، وابن عطيّة، وابن كثير، والقرطبي، ومن أسباب النّزول أيضًا، عندما نزل قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الذينَ قَتَلوا أَولادَهُم سَفَهًا بِغيرِ عِلمٍ}،وهذه نزلت فيمن كان يئد البنات من قبيلة مُضر، والخلاصة أنّ السبب في نزول هذه السّورة يعود إلى الكثير من الأحداث التي حدثت بين المُشركين والرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل الهجرة، ونتيجة هذه الأحداث نزلت هذه السورة.
بعد ما جاء من حديث عن مقاصد سورة الأنعام، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ السورة لها فضل خاص جاء في بعض الأحاديث النّبويّة، فإنّه يُقال أنّ سورة الأنعام يتجلّى فضلها بقضاء حاجات العبد، لكن لم يرد حديث صحيح، ولا خبر يفيد أنّ سورة الأنعام تقضي حاجات العبد، والذي ورد كلّه ضعيف السّند، ومثال ذلك: "أُنزلت سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك، لهم زجل بالتسبيح والتحميد، فمن قرأ الأنعام صلى الله عليه واستغفر له، أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من سورة الأنعام يوما وليلة"،وإنّما يُمكن القول أنّ لها الفضل العظيم، كونها رتّبت الأحداث، وعالجت سلوك الإنسان وفطرته وعقيدته