يهدي القرآن الكريم للتي هي أقوم في كلّ الأمور، ومنها ما يتعلق بالأخلاق والصفات والسلوك، وقد وردت فيه الكثير من الآيات التي تحثّ المسلمين على التخلّق بأحسن وأفضل الاخلاق، فتزكية النفوس وتهذيبها كانت من مهمات الرسل عليهم الصلاة والسلام، فالله -تعالى- أرسل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ليعلّمهم القرآن الكريم ويزكيهم؛ أي يطهّرهم من الرذائل ومن سوء الأخلاق ودنس النفوس، ومن الآيات التي حثّت على تزيكة النفوس ما جاء في أول سورة المدثر، حيث قال العلماء في تفسير تلك الآيات إنّها جاءت تأمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بلزوم مكارم الاخلاق، والابتعاد عن قبيحها ممّا يتصف به المشركون، كما نصّت على عدم المنّ عند العطاء، ويكون ذلك بعدم استكثار ما يُعطى ويُبذل في سبيل الله.
وأشارت آياتٌ أخرى إلى أنّ القرآن الكريم موعظةٌ للمؤمنين، وشفاءٌ لقلوبهم وصدورهم من أمراض النفوس؛ كالشك، والغرور، والرياء، والحسد، والحقد، والغل، وسائر الأخلاق الرذيلة، وجاءت جملةٌ من آيات سورة الإسراء مرتبطةٌ بشكلٍ مباشرٍ بتهذيب النفوس وتزكيتها، حيث أمرت ببر الوالدين، والإحسان إلى المساكين وذوي القربى، والنهي عن التبذير وقتل الأولاد والنفس وفعل الفاحشة وأكل مال اليتيم، وأمرت بالعدل والحذر من الكبر والتعدي على حدود الله، وهذا كلّه ممّا يزكّي النفس ويهذبها.
وردت العديد من القصص التي تبين أثر القرآن الكريم على النفوس والتأثّر به، وفيما يأتي صوٌر من ذلك:
فيما يأتي بيانٌ لبعض الأمور التي تُعين على تزكية النفس:
موسوعة موضوع