لقد حثّ الإسلام على الزواج، وبالرغم من ذلك فلم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلّم صيغة دعاء صريحة لتيسير الزواج أو تعجيله، إلا أنه يمكن أن يدعو الشخص بأدعية عامّة بنية الاستجابة والتيسير، نذكر منها:
يمكن ترديد الأدعية التي وردت بالقرآن الكريم، ومنها:
يعدّ الزواج أساس كلّ أسرة، ومجموعة الأسر تشكّل الأمّة، وكلّما كان الزواج قائمًا على الخير وطاعة الله وتحمّل مسؤولياته وتبعاته كما يجب ساهم في رفعة الأمّة الإسلاميّة، وبناء جيلٍ متماسك قويّ واعٍ قادر على إدارة أزماته وفهم مجرياتها وتحمّل مسؤوليتها، ولمّا بُنِي على الزواج وتكوين أسرة نهضة أمم ورفعتها فقد كان له هدفين رئيسيين من عدّة أهداف.
أولاهما تحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي لكلا الزوجين وما ينعكس بعد ذلك على الأبناء، ويدلّ على ذلك قول الله عزّ وجل في محكم كتابه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، ومن الآية يمكن ملاحظة تأكيد الله سبحانه وتعالى على ثلاثة أركان أساسية في الزواج: السكون وهو شعور الأمن والاطمئنان بين الزوج والزوجة، ويتحقّق بالمعاملة الحسنة من الزوج لزوجته ومعاشرتها بالمعروف وحفظها وحمايتها ودعمها، وحفظها له كذلك في غيبته واحترامه ومعاونته على أمور الحياة كافّة ودعمه لتجاوزها وتحقيقها، والمودّة وهو الأسلوب الجيد والاحترام في التعامل بينهما ومع أسرهما، والرحمة وهي تتحقق برحمة الأم والأب لأطفالهما، وعواطف الأمومة والأبوّة السليمة.
والهدف الآخر من الزواج هو إنجاب الأطفال وإدراك عظم مسؤولية تربيتهم وتأديبهم بالحسنى، فيأمرهم الوالدان بطاعة الله واجتنبا نواهيه، ويعلمونهم فعل الخير والإحسان واجتناب الشر والإساءة، ليكونوا على قدر مسؤولية الحياة فيحسنوا فيها ويؤودوا واجباتهم نحو أسرتهم والإنسانية أجمع، وممّا دلّ على ذلك ما روي عن ابن عمر رضي الله عنه عندما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (كلُّكم راعٍ ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه ، فالإمامُ راعٍ ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه ، والرجلُ راعٍ في أهلِه ، وهو مسؤولٌ عن رعيّتِه ، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها ، وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتِها ، والخادمُ راعٍ في مالِ سيِّدِه ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه ، والرجلُ راعٍ في مالِ أبيه وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه ، فكلُّكم راعٍ ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه)، ومن هنا تتضح أهمية الزواج للأفراد والأمّة أجمع.
موسوعة موضوع