الطب هو مجال علاجي يشمل الممرضين والأطباء بمجالات مختلفة، ويغطي التشخيص، والعلاج، والوقاية من الأمراض، والبحوث الطبية، والعديد من الجوانب الأخرى للصحة، ويهدف إلى تعزيز الصحة والحفاظ عليها، وهي تنطوي عن استخدام العقاقير أو الجراحة، وغالبًا ما تدعمها تدابير المشورة ونمط الحياة، وتشمل الأنواع البديلة والتكميلية من الطب الوخز بالإبر، والمعالجة المثلية، والأدوية العشبية، والعلاج بالفن، والطب الصيني التقليدي، وغيرها الكثير، وفي هذا المقال طرق استخدام الحاسوب في مجال الطب، بالإضافة إلى بعض الأجهزة الطبية الحديثة.

 

إنّ التطور السريع الآخذ بالتزايد والحاجة الملحة إلى استخدام الحاسوب في حياتنا اليومية لتسهيل الكثير من المهام التي تطلبت فيما مضى الكثير من الوقت والجهد وصل إلى مجال الطب، الأمر الذي جعل المجال الطبي يعتمد بشكل ملح على أجهزة الكمبيوتر لتقديم أكثر أشكال التشخيص العلاج تقدمًا للمرضى، فقد أصبح من الممكن مشاهدة تأثير الحاسوب في العديد من المجالات الطبية، مثل أنظمة التصوير والمختبرات السريرية وتخزين السجلات الطبية وعمليات المستشفيات وغيرها من المجالات الطبية الأخرى، منها: قواعد البيانات ونظام معلومات المستشفى أو ما يسمى بالمعلوماتية الطبية: يقوم هذا النظام على تنظيم وإدارة المعلومات لدعم ورعاية المرضى والبحث الطبي الحيوي بمساعدة الكمبيوتر، إذ يمكن لنظام معلومات المستشفى المحوسب وضع معايير محددة في نقل البيانات وتخزينها وتحليلها بالإضافة إلى المراقبة المستمرة لجميع المعاملات، كما يوفر سهولة الوصول إلى جميع المعلومات الخاصة بالمرضى، ويشمل نظام معلومات المستشفى العديد من المجالات، مثل التسجيل، والقبول، والنقل، وجدول العمليات، والصيدلية، والنظام الغذائي، والصيانة البيولوجية، بالإضافة إلى الاحتفاظ بسجلات المرضى، إذ إنه في الغالب يكون من الضروري الاحتفاظ بسجلات مفصلة للتاريخ الطبي للمريض ومعلومات حول تاريخ الأسرة المرضي للمريض، والأمراض الجسدية في الأسرة في حال وجودها، والأمراض التي شُخّصت بالفغل، والأدوية الموصوفة، إذ يمكن تخزين هذه المعلومات في قاعدة بيانات الكمبيوتر، ويمكن تخزين المجلات الطبية والوثائق الطبية المهمة والكتب المرجعية بشكل إلكتروني. 

 

في البحوث الطبية تُجمع كميات كبيرة من البيانات، إذ تجمع هذه البيانات تحليلها وتفسيرها، ولتسهيل هذه العملية تُطبّق طرق إحصائية معينة تشمل حساب الانحراف المعياري والخطأ القياسي وتطبيق اختبارات إحصائية معينة مثل اختبار Z، واختبارT غير المقارن المزدوج وغيرها، وهذه الطرق والاختبارات يمكن إجراؤها بمساعدة الكمبيوتر بسهولة ووقت قصير، إذ تتوفر العديد من الحزم الإحصائية عالية الجودة التي يمكن أن توفر معلومات بطرق عملية أفضل من الطرق الورقية التقليدية ومن هذه الحزم حزمة الكمبيوتر الطبية الحيوية التي تعدّ الأولى من حيث تطويرها، إذ توفر مجموعة قياسية من البرامج الإحصائية المتقدمة التي تساعد في توفير الكثير من القوت والجهد، وأيضًا حزمة برنامج التحصين الموسع للمعلومات، فقد اُختيرت من قبل منظمة الصحة العالمية للدراسات البوبائية، وتحتوي هذه الحزمة على معالجة النصوص وتحليل البيانات والقدرات الرسومية، وذلك من خلال تحليل البيانات بشكل بسيط يخدم حاجة معظم المحققين، ويتوفر هذا البرنامج من قبل منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض، وهو ما يسمح بتكوين نسخ للآخرين وتشجيعهم على استخدامها. مختبر الحوسبة وصنع القرارات: الهدف الأساسي للمختبر السريري هو توفير نتائج دقيقة في وقت قصير، وتشمل التحاليل المخبرية كيمياء الدم، والقياس الضوئي، وعلم الأحياء المجهرية، إذ يساعد هذا البرنامج في الوصول السريع إلى نظام المختبرات في نظام فعال لرعاية المرضى، إضافة إلى صنع القرارات بمساعدة الكمبيوتر من خلال نظام تفاعلي مهمته مساعدة الأطباء في اتخاذ القرارات السريرية، إضافة إلى دعم الأطباء واستكمال قدراتهم في إصدار الحكم بمساعدة الكمبيوتر. مراقبة المريض: بعد استخدام الحاسوب في الطب أصبح من الممكن مراقبة المريض باستخدام آلات المراقبة الحديثة القائمة على الكمبيوتر، إذ تقوم هذه الآلات بجمع معدلات ضربات القلب والنشاط التنفسي وضغط الدم والدماغ، وغيرها من العلامات الحيوية المهمة تلقائيًا، بالإضافة إلى أن هذه الآلات تقلل الوقت والجهد الذي يبذل في الاختبارات الروتينية في مكاتب الأطباء كما أن هذه الآلات تقوم بتحديث مخطط المريض تلقائيًا وإشعار الأطباء بالتغيرات التي تطرأ على العوامل الحيوية للمريض التطبيب عن بعد: وتسمى زيارات الطبيب الافتراضية أو الاستشارات الافتراضية، إذ يُشخّص الطبيب الحالة عن بعد باستخدام محادثات الفيديو وإجراء فحص بصري باستخدام كاميرا الكمبيوتر، ويمكن للطبيب بعد ذلك وصف الدواء وإرساله عبر البريد الإلكتروني للصيدلية أو للمريض، ويمكن أن يستفيد من هذا التطور المرضى الذين يعيشون في مناطق ريفية نائية بالإضافة إلى أنه مفيد بعد الكوارث الطبيعية وفي مناطق الحروب. 

 

ساهم في جعل أجهزة الأشعة والرنين المغناطيسي والفحص أكثر كفاءة على قراءة البيانات وتحليلها في تلك الأجهزة، الأمر الذي يعني وصولًا أسرع إلى التشخيص ومن ثم العلاج، وهو ما وفّر العديد من العمليات التي تتطلب جرح المريض، مما قد يتسبب بمضاعفات، ومن أهم هذه التطبيقات التي تعطي صورًا كاملة لأعضاء الجسم البشري هي الرنين المغناطيسي MRI والمسح المقطعي CT-scan اللذين يوفران صورًا دقيقة جدًا باستخدام أشعة إكس المأخوذة من عدة زوايا لتكوين صورة ثلاثية الأبعاد تعمل العديد من الأجهزة الطبية اليومية على تعليمات مبرمجة مسبقًا، وفيما يأتي بعض الأجهزة الطبية الحديثة

 

الروبوت الجراحي: 

الروبوتات التي تجري بعض العمليات الطبية المعقدة التي تتطلب أدوات دقيقة، والتي تحمل تسجيلًا مباشرًا وقراءات فورية خلال العملية، وتوصل تلك المعلومات عن طريق الإنترنت إلى الجراحين في أي مكان حول العالم، ويمكن متابعتها بهذه الطريقة، وهذا يقلل العديد من المخاطر التي قد تنشأ عن أخطاء صغيرة جدًا ناتجة عن الإجهاد والتعب عمومًا أو عدم القدرة على الوصول إلى المنطقة المراد إجراء العملية فيها، ومن هذه العمليات المعقدة عمليات الدماغ، بالإضافة إلى الدقة الفريدة التي قد تضاهي براعة الجراحين أنفسهم، مما يزيد من احتمالية نجاة المريض أو نجاح العملية، ومن المرجح أن التطور في هذا المجال قد يجعل هذه الروبوتات تحل مكان الجراحين بالكامل في المستقبل.

 

جهاز كشف الأجنة: 

وهي أجهزة تكشف الجنين ومن خلاله تكون متابعة الحمل، الأمر الذي وفر قراءات أولية وتشخيصًا مبكرًا للكثير من الحالات التي استطاع الطب تفادي حصولها مثل بعض الأمراض أو التشوهات أو الإجهاضات المبكرة والعلاج في مرحلة مبكرة، وقد توصل الخبراء إلى صور ملونة وثلاثية الأبعاد للأجنة، الأمر الذي ساهم في تشخص أدق عبر برامج الحاسوب التي تجمع البيانات وتحللها، وتوجد العديد من التطويرات والتحديثات في هذا الشأن من أجل ابتكار حواسب قادرة على تصوير الجنين بتسجيل فيديو بدقة عالية وتوفير أكبر قدر من الوضوح في الصورة، مما يعني تشخيص أدق وأفضل فرصة للعلاج في حال تشخيص أي مرض أو خلل لا تتمكن الأجهزة العادية من رصده دون الإضرار بالجنين أو تعريض الأم للخطر.

 

للحاسوب استخدامات كثيرة مفيدة للغاية، وفيما يأتي أبرزها:التعليم: بيّنت الأبحاث عن إمكانية تحديث التعليم وتطويره بواسطة الحواسيب، ويؤكد الطلاب الذين يستخدمون الإنترنت في دراستهم أن شبكة الإنترنت ساعدتهم على تحسين جودة أبحاثهم الأكاديمية وعملهم المكتوب، بالإضافة إلى أهمية ثورة التكنولوجيا في التعلم عن بعد. العلوم: يمكن للعلماء والباحثين استخدام الإنترنت والحواسيب لعمل مشاريع تعاونية فيما بينهم، إذ يمكن لمجموعة من الأشخاص العمل عن بعد سويًا من مناطق مختلفة حول العالم.