ما هو اطول حصار في التاريخ

الكاتب: علا حسن -
أطول حصار في التاريخ

ما هو اطول حصار في التاريخ.

 

مفهوم الحصار

تتنوَّع معاني وأنواع الحصار في اللغة، والاصطلاح، كما تختلف أنواع الحصار، ومُدَّته، وقُوَّته، ونتائجه، وأهدافه، على مَرّ العصور، حيث كانت هذه الكلمة تُستخدَم بمعنى ما يُقيَّد به الشيء، فيُقال: "شدَّ الدابَّة بالحِصار"؛ أي بالقَيد، والرِّباط، والوثاق، ويُقال: "حِصارُ القلعة مُرتفِع"؛ أي سورُها طوله مُرتفِعٌ

 

أطول حصار في التاريخ

تعدَّدت الهجمات على سواحل البحر الأبيض المُتوسِّط؛ لأهمِّية موقعه الاستراتيجيّ، وذلك منذ أوائل القرن الخامس عشر، وحتى نهايات القرن السادس عشر، ومن أهمِّ تلك المُواجهات، الحرب التي اندلَعَت بين الإمبراطوريّة العُثمانيّة، ونظيرتها في البندقيّة، وتحديداً حصار مدينة كاندية، التي كانت تتمتَّع بموقع استراتيجيّ على سواحل البحر الأبيض المُتوسِّط

مع بداية المرحلة الأخيرة من الحصار، خَسِر الجيش العثمانيّ أكثر من 70 ألفاً من جنوده خلال عامين، وذلك أثناء محاولاتهم لاختراق الجدران، والحصون، علماً بأنّ خسائر المدافعين كانت تزيد عن 29 ألفاً أثناء تَصدِّيهم للهجمات العثمانيّة المُتكرِّرة، وبالرغم من ذلك، قدَّم العثمانيِّون معاهدة سلام وهُدْنة في عام 1668م، تقضي بأن يحتفظَ أهل البندقيّة بنصف جزيرة كريت لهم، إلّا أنَّهم رفضوا ذلك العَرْض، حيث كان أملهم بخسارة العثمانيِّين وانسحابهم كبيراً، خاصَّةً بعد وُصول الدفعة الأولى من الإمدادات الفرنسيّة التي كانت تحوي أكثر من 6 آلاف جنديّ، وأكثر من 30 سفينة رسَت على موانئ الجزيرة، وعلى حين غِرَّة، شَنّ الجنود الفرنسيِّون غارة مُفاجِئة على خطوط الدفاع العثمانيّة؛ ممّا أدّى إلى هزيمتهم من الضَّربة الأولى، إلّا أنّ العثمانيِّين استعادوا قوَّتهم، واستطاعوا أن يُغيِّروا قواعد اللعبة لصالحهم من جديد، وبعدها وصلَت الدفعة الثانية من الإمدادات التي عزَّزت القُوى الدفاعيّة للفرنسيِّين، وشَنُّوا قَصْفاً مدفعيّاً على خطوط الدفاعات العثمانيّة باستخدام 15 ألف قذيفة لم تكن ذات جدوى، حيث ألحقت الأضرار بالسُّفُن الفرنسيّة، إلى أن تدمَّرت إحداها بالكامل.


مع طول فترة الحصار، وإنهاك المقاتلين، ونَقْص المُؤَن، وتوالي الهزائم، والانكسارات، وانتشار الأمراض، والأوبئة، قرَّرَ الفرنسيّون الرحيلَ بسُفُنهم عن مدينة البندقيّة، والتخلِّي عن هذه المعركة، ليشُنَّ العثمانيّون بعدها بخمسة أيّام هجوماً جديداً استطاعت القُوّات الفرنسيّة التصدِّي له، إلّا أنّ قائد الدفاع في كاندية، لم يَعُد لديه سوى 3500 جنديّ مقاتل، فأيقن أنّ هذه الإمكانيّات محدودة، ولن تستطيع الصمود والتصدِّي للحصار فترة أطول، وفي 27 من شهر أغسطس عام 1669م، قرَّر المدافعون عن مدينة كاندية الاستسلام للقُوَّات العثمانيّة، بعد قتال وحصار فَرَضته الإمبراطوريّة العثمانيّة، حيث دام لمدّة 22 عاماً تقريباً، وهو لا يزال من أطول، وأصعب حملات الحصار، إذ انتهى عندما أعلنَ القائد موروسيني الاستسلام للوزير الكبير أحمد الكوبريلي، وتمَّ توقيع اتّفاقية سلام ضَمِنَت للمواطنين حقَّ مُغادَرة المدينة، والاحتفاظ ببعض الجُزُر، والحصون، وجزء كبير من بحر إيجة، ممّا جعل البندقيّة تحظى ببعض السيطرة على التجارة البحريّة إلى موانئها في البحر الأبيض المُتوسِّط

شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook