يُعرَّف الإعجاز العلمي في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- على أنَّه إخبار القرآن الكريم بحقائق علمية أثبتها الإنسان في العلم الحديث، ولم يكنِ العالم على علم بها في الفترة التي نزل بها القرآن على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهذه الحقائق العلمية إن دلَّت على شيءٍ، فإنَّها تدلُّ على صدق رسالة رسول الله، وصدق نبوته التي حملها أمانة من الله تعالى، وتعدّ مسائل الإعجاز العلمي أيضًا التي اكتشفها العلماء في العصر الحديث دلائلَ شرعية في وجه كلِّ من ينتقد رسالة رسول الله ويوجِّه إليها الاتهامات بالنقص والخطأ، وها المقال سيتناول الحديث عن الإعجاز العلمي في قوله تعالى فالق الإصباح في سورة الأنعام.
هي سورة من السور المكية التي نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة، باستثناء الآيات "20، 23، 91، 93، 114، 141، 151، 152، 152" فهي آيات مدنية، نزلت في المدينة المنورة، وهي سورة من طوال السور، سُمِّيت بسورة الأنعام لقوله تعالى فيها: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا..}، ويبلغ عدد آياتها 165 آية، وهي السورة السادسة في ترتيب المصحف حيث تقع في الجزء الثامن، وقد نزلت بعد سورة الحجر، ولأنَّ أغلب آياتها نزلت في مكة، فقد تناولت سورة الأنعام أمور العقيدة الإسلامية وأصول الإيمان بالله تعالى، وتحدَّثت عن قضية الألوهية لله وحده، وتناولت البعث والجزاء، وتحدثت عن الوحي عن الرسالة المحمدية أيضًا.
وقد جاء في فضلها ما وردَ من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- ما يلي: "نزلت سورة الأنعام على النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومعها موكبٌ من الملائكة سدَّ ما بين الخافقين، لهم زجل بالتسبيح والتقديس، والأرض ترتجُّ، ورسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: سبحان الله العظيم، سبحان الله العظيم" ، وجاء في حديث أسماء بن زيد إنَّها قالت: " نزلت سورَةُ الأنعامِ علَى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- جملةً واحدةً، وأَنا آخذةٌ بزمامِ ناقةِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، إن كادتْ من ثقلِها لتَكْسرُ عظامَ النَّاقةِ" والله تعالى أعلم