ينتمي الباراسيتامول إلى فئة العقاقير المسكنة للألم Analgesics وخافضات الحرارة Antipyretics ومازالت الآلية الفعلية لتأثيره على الجسم غير معروفةٍ، ويُعتقد أنها تخفف إنتاج مواد كيميائية في الدماغ تسبب التورم والانتفاخ تدعى البروستاغلاندينات prostaglandins، وهو يقوم بتسكين الألم عبر رفعه لعتبة الألم، وبالتالي زيادة قدرة الفرد على احتماله فلا يشعر به إلا عند وصوله إلى مراحلَ متقدمةٍ، كما يخفف الحرارة بفضل تأثيره على مركز تنظيم الحرارة في الدماغ.
استخدم الناس في العصور الوسطى والقديمة لتسكين الألم مركباتٍ موجودة في لحاء الصفصاف الأبيض، وهي مجموعةٌ كيميائيةٌ تعرف باسم السالسينات وقد ساعدت في تطوير عقار الأسبرين، إضافةً إلى استخدامهم لمركباتٍ موجودة في أشجار الكينا، والتي استُخدم لحاؤها لصنع ترياق لعلاج الملاريا، وقد حمل هذا الترياق مفعولًا خافضًا للحرارة.
كما شهد القرن التاسع عشر منذ منتصفه وحتى نهايته محاولة عزل وتنقية الساليسين وحمض السالسيليك، وقد نجح الكيميائي فيليكس هوفمان Felix Hoffmann بذلك، إلا أن كيميائيًّا فرنسيًّا يدعى تشارلز فريدريك غيرهارد Charles Frederic Gerhardt قام بهذا قبل 40 عامًا لكنه أهمل هذا العمل لأنه وصفه بغير العملي.
في ثمانينيات القرن التاسع عشر أصبحت أشجار الكينا نادرةً جدًا وبدأ الناس بالبحث عن بدائل، وتم تطوير عاملين بديلين لخفض الحرارة هما الأسيتانيليد عام 1886 والفيناسيتين عام 1887، إلا أن أول من ركب الباراسيتامول كان هارمون نورثروب مورس Harmon Northrop Morse عام 1878، ولم يُستخدم في العلاج الطبي إلا بعد مضي 15 عامًا تاليًّا لتركيبه.
واكتُشف في عام 1893 وجود الباراسيتامول في بول المرضى الذين أخذوا الفيناسيتين، وفي عام 1899 عُرف الباراسيتامول بكونه مستقلبًا للأسيتانيليد، إلا أنه تم إهمال هذا الاكتشاف لفترةٍ طويلةٍ إلى أن جاء عام 1948 حيث تم تفضيل استخدام الباراسيتامول بعد ربط الأسيتانيلد بميتهيموغلوبينية الدم methemoglobinemia وتحديد أن المستقلب النشط للأسيتانيليد – أي الباراسيتامول – هو سبب التأثير المسكن للألم، وتمَّ بيع المنتج لأول مرة عام 1955 كخافضٍ للحرارة ومسكن ألمٍ للأطفال، وتمت إضافته في عام 1963 إلى دستور الأدوية البريطاني، وقد زادت شهرة هذا الدواء بسبب قلة آثاره الجانبية وتفاعله القليل مع عوامل دوائية أخرى.
يكون الدواء أكثر فعاليةً إذا ما تم أخذه عند بداية ظهور الألم، ومن أجل خفض الحرارة فلا يجب استخدامه أكثر من ثلاثة أيامٍ إلا في حال طلب الطبيب ذلك، أما بالنسبة لتسكين الألم فلا يُنصح بأخذه أكثر من عشرة أيامٍ للبالغين وخمسة أيامٍ للأطفال إلا بتوجيهاتٍ من الطبيب، مع مراعاة أن جرعة الباراسيتامول للأطفال تعتمد على وزن الطفل أو عمره في حال عدم معرفة الوزن، وفي حال عانى الطفل من أعراض التهاب الحلق كالحرارة المرتفعة أو الصداع أو الغثيان أو الإقياء فيجب استشارة الطبيب فورًا.
قبل البدء بهذا الدواء يجب التأكد من عدم وجود حساسيةٍ تجاه الأسيتامينوفين (الباراسيتامول)، كما يجب سؤال الطبيب أو الصيدلاني إن كان استخدامه آمنًا لمن يعاني مرضًا في الكبد أو كان مدمنًا على الكحول.
وتوجد ثلاثة أمورٍ رئيسية يجب مراعاتها عند اللجوء إلى الباراسيتامول وهي:
وبالحديث عن الجرعات، فالجرعة المسموح بها بالنسبة للبالغين هي بين 500 ملغ و1000 ملغ من الباراسيتامول كل 4 إلى 6 ساعاتٍ، أي بما لا يتجاوز 4 مراتٍ يوميًّا؛ أما أقصى جرعة مسموح بها هي 4 غ خلال 24 ساعةً. لا يجب أخذ أكثر من قرصين أو كبسولتين 500 ملغ في الجرعة الواحدة، ولا أكثر من 8 أقراص أو كبسولات خلال 24 ساعةً.
وبالنسبة للأطفال، فتختلف الجرعات حسب التالي:
يجب اللجوء إلى المساعدة الطبية عند أخذ جرعات زائدة، وأولى علامات فرط الجرعة هي فقدان الشهية والغثيان والإقياء وألم المعدة والتعرق والارتباك أو الإحساس بالضعف، أما الأعراض المتأخرة فتشمل ألمًا في أعلى المعدة ولون بول غامق، واصفرار الجلد أو بياض العينين