ما هو التنكس البقعي.

التنكس البقعي

عندما تتدهور الخلايا الحساسة للضوء في البقعة ( المنطقة الوسطى من الشبكية التي تمكنك من رؤية التفاصيل الدقيقة في مركز المجال البصري ) ، تكون النتيجة رؤية مركزية ضبابية أو مشوهة ، و مشقة في القراءة ، و في آخر المطاف بقعة عمياء ، و يصيب التنكس البقعي كلتا العينين ، و هو مرض متفاقم ، يزداد حدوثه مع تقدم العمر ، و هو السبب الرئيسي للعمى في الأشخاص الذين تجاوزوا الستين في شمال أمريكا و أوروبا .

الأسباب :

يبدأ التنكس البقعي بتدهور الطلاء الصبغي للشبكية ، و هو غشاء بين الشبكية و المشيمة ، و هي طبقة من الأوعية الدموية خلف الشبكية ، و يعمل هذا الغشاء كمرشح للشبكية ، يسمح بدخول المواد الغذائية المفيدة من الدم و يعوق المواد الضارة ، و عندما ينهار المرشح ، تتأثر الشبكية .
و ثمة نوعان من التنكس البقعي ؛ أكثرهما حدوثاً هو النوع الجاف ، و يتميز بترقق أنسجة البقعة و نقص الإبصار التدريجي ، و هذه هي المرحلة الأولى من المرض ، و تستمر نسبة ضئيلة من المرضى لتصاب بالنوع الرطب الأشد ضراوة ، و فيه تنمو الأوعية الدموية الشاذة تحت الشبكية و و تسرب سائلاً أو دماً ، مدمرة نسيج الشبكية العصبي ، و كثيراً ما يحدث فقدان البصر من التنكس البقعي الرطب بسرعة و يكون شديداً .
و لا يعرف السبب التدقيق للتنكس البقعي ، و لكن التغيرات المرتبطة في العمر بالعين تلعب دوراً رئيسياً ، و هو يصيب أساساً الأشخاص فوق سن الخمسين ، و يزداد انتشاره عقداً بعد عقد .

الوقاية :

بالرغم من أننا لا يمكننا التحكم في العمر ، إلا أن ثمة عوامل خطر يمكن تحاشيها ، و تشمل هذه التدخين و التعرض لفترات طويلة للشمس .

البيئة الطبيعية :
الزم الأماكن المغلقة قدر الإمكان خلال منتصف النهار ، و متى كنت في الخارج ، فاعتمر قبعة ، و ضع نظارات شمسية تعوق كامل طيف الضوء فوق البنفسجي ، لا تدخن و تحاشى التدخين السلبي .

التغذية :
قد يزيد الغذاء الغني بالدهون المشبعة و الكوليسترول من خطر حدوث التنكس البقعي ، بينما تناول السمك و المكسرات قد يقلل الخطر إلى حد ما . و تناول السبانخ و اللفت ، و هما من الخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة ، قد يخفض أيضاً من خطر التعرض لتنكس البقعي .

مضادات الأكسدة :
مضادان للأكسدة - اللوتين و الزيزانثين - قد يقللان خطر الإصابة بالتنكس البقعي . و لم تجد الأبحاث أي فائدة واقية ، لمضادات الأكسدة ، فيتامين ج و فيتامين هـ و الزنك ، بالرغم من أنها قد تساعد على تقليل تفاقم المرض .

التشخيص :

يتم تشخيص التنكس البقعي أثناء فحص للعين يشمل اختباراً للإبصار و معاينة للبقعة ، و يستخدم اختيار الإبصار شبكة آمسلر ، و هي ورقة مسطرة تشبه ورقة الرسم البياني و لها نقطة سوداء في وسطها ، و ينظر المريض إلى النقطة بعين واحدة كل مرة ، فإذا بدت الخطوط في منطقة من الشبكة مموجة أو ضبابية أو قائمة ، فقد يكون التنكس البقعي هو السبب .
و كثيراً ما يوصي الأطباء أن يستخدم مرضى التنكس البقعي شبكة آمسلر في المنزل يومياً لاكتشاف أي تغييرات في ابصارهم يمكن أن تعطي علامات إنذار مبكر لتفاقم المرض .

العلاجات :

مع أنه لا يوجد علاج للتنكس البقعي ، إلا أن علاجات عديدة يمكنها أن تبطئ من تفاقم هذا المرض .

الأدوية :
يحقن صوديوم بجابتانيب في العين لعلاج التنكس البقعي الرطب ، فهو يثبط نشاط مادة كيميائية تعزز نمو الأوعية الدموية ، و بذا يقلل تكون الأوعية الدموية الشاذة التي تفسد الشبكية .

الجراحة :
التخثير الضوئي بالليزر ، و هو إجراء للتنكس البقعي الرطب ، يستعين بالليزر حراري ليحرق الأوعية الدموية الشاذة خلف الشبكية ، و يقف و يوقف تسريبها و نموها ، و عيب هذه الجراحة أنها كثيراً ما تدمر الأوعية الدموية السليمة كذلك .

العلاج الضوئي الحركي :
و هو علاج حديث نسبياً للتنكس البقعي الرطب يهدف غلى وقف تسرب الدم أو السائل في منطقة معينة . في العين و هو أقل عرضة لأن يؤذي الأوعية الدموية السليمة في العين و يجري العلاج الضوئي الحركي في عيادة الطبيب ؛ حيث يحقن دواء خفيف حساس في الذراع ، و يدور في أنحاء الجسم بما في ذلك الأوعية الدموية في العينين ، و يتفاعل شعاع الليزر مع الدواء ليدمر الأوعية الدموية الشاذة .

المكملات :
مكملات مضادات الأكسدة و الزنك ، كثيراً ما توصف بسرعة التدهور و الحفاظ على البصر ، و قد وجدت تجربة سريرية كبيرة في الولايات المتحدة نشرت عام 2001 ، إن الأشخاص المصابين بتنكس بقعي متوسط الذين تناولوا مكملات يومية من فيتامين ج و فيتامين هـ و بيتاكاروتين و الزنك قل خطر إصابتهم بتنكس بقعي متقدم بنحو 25 في المائة ، و في هذه الدراسة . فإن تناول المكملات لم يقلل تفاقم المرض لدى أشخاص في المرحلة المبكرة منها.

البيئة الطبيعية :
يمكن لأدوات مساعدة الإبصار المنخفض العديدة أن تساعد على جعل القراءة أيسر للأشخاص المصابين بالتنكس البقعي ، و تشمل هذه عدسات قوية للقراءة و عدسات مكبرة و تلسكوبات محمولة باليد و عدسات تلسكوبية موضوعة في إطارات نظارات ، و عدسات ملونة تقلل الوهج .

الإرشاد النفسي :
وجدت تجربة سريرية عشوائية أجريت في الولايات المتحدة و نشرت عام 2005 ، أن برامج الإرشاد يمكن أن تعين في تحسين الوظائف اليومية و تقي من الإكتئاب في الأشخاص المصابين بتنكس بقعي متقدم . و قد تعلم المرضى في برنامج مدته اثنتا عشر ساعة استراتيجيات سلوكية للتعايش مع الأعراض . و مهارات عملية لحل المشاكل ، و قد شعر هؤلاء المرضى بثقة أكبر في النفس و أنهم أقوى عاطفياً و أنهم أقوى عاطفياً من مرضى مماثلين لم يشاركوا في البرنامج .