يطلق الحديث في اللغة على ما يصدر من الناس من الأقوال والأخبار، أمّا الحديث النبوي فهو ما نُقل وأُثر من أقوالٍ وأفعالٍ أو تقارير أو صفاتٍ خَلقيةٍ أو خُلقيةٍ عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، والتقرير المقصود به إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- وموافقته وسكوته لما صدر أمامه أو بلغه من الأقوال والأفعال، ذلك أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يقرّ أو يوافق على أمرٍ ما غير مشروعٍ، والصفات الخَلقية التي يقصد بها لون بشرة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وطوله، وطريقة مشيه، وغير ذلك من الصفات الخَلقية، أمّا الصفات الخُلقية فمثالها الشجاعة التي كان النبي -عليه السلام- يتحلّى بها، وتواضعه، وعطفه، ولينه، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلماء ذهبوا إلى القول بأنّ الحديث يشمل أقوال وأفعال الصحابة والتابعين، وخصّص البعض لفظ الحديث بما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، وجعلوا لفظ الخبر شاملاً لما ورد عن النبي وغيره.
القدسي في اللغة اسمٌ منسوبٌ إلى القدس، ويدلّ على الطهارة والمباركة، فيُقال: قدسي؛ أي طاهرٌ ومباركٌ، ومنه الحديث القدسي الذي يطلق على الحديث المنقول عن النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي أسنده إلى ربه عزّ وجلّ، وقد يكون السبب الذي من أجله سميت الأحاديث بالقدسية يكمن في دلالات الأحاديث ومعانيها المرتبطة بتقديس وتنزيه وتمجيد الله -سبحانه- عن كلّ نقصٍ، وممّا يؤيد ذلك أيضاً ندرة الأحاديث القدسية التي تتحدث عن الأحكام التكليفية، وتتعدد الصيغ التي يرد بها الحديث القدسي، منها: قول الراوي: قال النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربه، ومنها أيضاً: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: قال الله -تعالى-، وقد يرد بصيغة: قال الله -تعالى-، كما أنّ الحديث القدسي ليس بالضرورة أنّه ثابتٌ ثبوتاً لا علة فيه، فالحديث القدسي قد يكون صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً، فوصف الحديث بأنّه قدسي يعني أنّ الحديث منسوبٌ إلى الله تعالى، كما اختلف العلماء في كون الحديث القدسي كلام الله -تعالى- باللفظ والمعنى أم بالمعنى فقط، فذهب بعضهم إلى القول بأنه كلام الله باللفظ والمعنى أُوحي به إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بطريقةٍ من طرق الوحي من غير طريق جبريل عليه السلام، وقال آخرون بأنّ الحديث القدسي كلام الله بالمعنى فقط دون اللفظ.
يفرّق بين الحديث النبوي والحديث القدسي بعدّة أمورٍ، بيانها تفصيلاً فيما يأتي:
توجد عدّة أمورٍ يمكن من خلالها التفريق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم، بيانها فيما يأتي:
بيّن الإمام الهيثمي في شرحه للأربعين النووية أنّ عدد الأحاديث القدسية يبلغ مئة أو أكثر، إلّا أنّ البعض من العلماء قال بأنّها تتجازو ذلك، فقد ورد أنّ الأمام المناوي قال بأنّ الأحاديث القدسية بلغت مئتين واثنين وسبعين حديثاً، وقد صنفها مرتبةً على حروف المعجم في كتابٍ أطلق عليه: الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية، إلّا أنّه أوردها دون سندها.
موسوعة موضوع