إن النّفس بطبعها ملولة، والحياة الجديّة التي تخلو من الّلعب والتّرويح عن النّفس حياة صعبة، وقد تصل بالشّخص إلى أن يكره ما يصنع، وليس المقصود بالّلعب هنا الّلهو الفارغ الذي لا فائدة منه، لكن المقصود هو أن يكون لدى الإنسان هواية أو لعبة معيّنة يشارك فيها مع شخص أو مجموعة من الأشخاص، سواء كانت لعبة رياضيّة مثل كرة القدم، أو السّباحة، أو الملاكمة، أو لعبة ذهنيّة مثل لعبة الشّطرنج، ولكن كيف يصبح الشّخص الذي يهوى لعبةً معيّنةً لاعباً محترفاً فيها؟
كما أسلفنا في مستهلّ حديثنا أنّ الّلعبة التي يمارسها الشّخص تبدأ معه كهواية، وقد تستمرّ على هذا الحال، أو قد يقرّر الشّخص احتراف هذه الّلعبة، فكيف يكون ذلك؟ وحتّى نستطيع الإجابة عن هذا التّساؤل، لابدّ لنا أوّلاً معرفة الفرق بين الهاوي والمحترف، ثمّ الحديث عن عوامل الوصول إلى الاحتراف.
وفي النّهاية أقول إنّ اختيار الاحتراف في الّلعبة مسألة شخصيّة، فقد يفضّل بعض الأشخاص أن يظلّوا هواةً، ذلك أنّ الاحتراف قد يحرم هذا الشّخص مسألة الهواية، وتصبح أمراً إلزاميّاً قد يصل به إلى قرار الإقلاع عن هذه الّلعبة، وتركها نهائياً، وهو أمر نسبيّ يختلف من شخص إلى آخر.