المزيج التسويقي هو إحدى الاستراتيجيات التسويقية العامة، أي التي تركز على أكثر من زاوية في التسويق للعلامة التجارية، ففي حين تأخذ بعض الاستراتيجيات جانبًا واحدًا (السعر على سبيل المثال) أساسًا في الترويج للمنتج، يأخذ المزيج التسويقي أربعة عوامل على الأقل _هناك من يصل بهذه العوامل إلى سبعة أو ثمانية عوامل_ وهذه العوامل هي: المنتج، السعر، المكان، الدعاية.
وعلى ذلك، فأنت تحتاج فقط إلى إنشاء منتج تريده مجموعة معينة من الأشخاص، وعرضه للبيع في مكان ما يزوره نفس الأشخاص بانتظام، وتسعيره بمستوى يتناسب مع القيمة التي يشعرون بأنهم يخرجون منها، ويفعلون كل ذلك في وقت يريدون شراءه.
قد يُعد هذا سهلًا، بيد أن الأمر في الواقع ليس كذلك؛ فالمؤكد أن الوصول إلى المعادلة السابقة، والمنافسة من خلال هذه الأربعة مكونات ليس من السهولة بمكان؛ فتخيل أنك تنافس بكل شيء تقريبًا، على الأرجح تحتاج العلامة التجارية إلى أن تكون راسخة القدم جدًا حتى تتمكن من استخدام هذا المزيج التسويقي.
يعتبر برنامج 4Ps (المنتج، الدعاية، السعر، المكان) أفضل الطرق لتحديد المزيج التسويقي، والذي تم التعبير عنه لأول مرة في عام 1960 من قِبل “E. J. McCarthy” في كتابه “التسويق الأساسي: نهج إداري”.
هنا يتم قياس المنتج على رغبات العملاء واحتياجاتهم، بمعنى أنه من المهم، في هذه النقطة، معرفة ما يقدمه المنتج بالفعل، وما يريده العملاء منه؟ ما هي الميزات التي تميز هذا المنتج عن غيره؟ وما هي تلك التي الميزات التي يجب أن تكون موجودة فيه ولكنه يخلو منها؟
وأيضًا: هل هناك ميزات في المنتج لن يستخدمها العميل؟ وهل هي مكلفة؟ ناهيك عن أنه من المهم معرفة كيفية استخدام العملاء هذه المزايا وطرق الاستفادة منها.
باختصار: المهم هنا هو التأكد من أن المنتج مثالي تمامًا بالنسبة للعملاء، وأنه يلبي كل احتياجاتهم وإلا فلن تكون بهم حاجة إليه.
مكان عرض المنتج أحد العوامل الحاسمة في نجاح تسويقه أو فشله، فمن المهم أن نتأكد من أنه معروض في المكان المناسب، والمكان المناسب هنا هو ذاك المكان الذي يراه العملاء فيه على أحسن وجه، وبكثافة أيضًا.
بالطبع يتم أخذ هذه المسألة في الاعتبار عند وضع الخطة التسويقية للمنتج أو العلامة التجارية، كما أنه ليس من الصواب الاعتماد على جودة المنتج وحدها وإهمال مكان عرضه، فربما يؤدي ذلك إلى الفشل الذريع، فمكان الوصول إلى المنتج وطرق توزيعه مسألة محورية في هذا الصدد.
مسألة التسعير أكثر المسائل حساسية في المزيج التسويقي برمته تقريبًا؛ فهي تتعلق مباشرة بدفع الأموال، كما أن الأخطاء فيها عادة ما تكون كارثية، ومن الأخطاء الشائعة هنا هو تخفيض سعر المنتج على أمل رفع معدلات انتشاره، في حين أن هذا لن يؤدي إلا إلى شك المستهلكين المحتملين في جودة المنتج.
ومن هنا فإن مسألة التسعير يجب أن يتم إمعان النظر والتفكير فيها مليًا، والمهم أن يتأكد المسوقون من أن السعر الذي تم وضعه للمنتج يتناسب مع جودته ومدى ما يقدمه للمستهلك من خدمات، هذا من جهة، وأن يكون متناسبًا مع قدرة الشريحة المستهدفة من الناحية المالية.
ليس من المؤمل أن يُكتب لمنتج ما النجاح ما لم تكن هناك جهود ترويجية ودعائية ممنهجة ومنظمة له، ومن المهم، في هذا الإطار، أن يفكر المسوقون في الرسالة التسويقية التي يريدون إيصالها من خلال هذه الحملة الترويجية أو تلك، ومن وصولها إلى الجمهور المستهدف على النحو الصحيح.
ومن نافل القول إن الدعاية هي الجسر الذي يعبر المنتج من خلاله إلى المستهلك، وغياب هذا الجسر/ تلك القناة يعني أن المنتج لن يبرح مكانه في مخازن الشركة.
العربية
