ليس سراً أن الكوكب يواجه مخاوف بيئية خطيرة من تلوث المياه والهواء إلى إزالة الغابات، في حين أن الأسباب معقدة، إلّا أن النمو السكاني هو أحد العوامل المهمة في المشكلة، قد يكون فهم العلاقة بين النمو السكاني والقضايا البيئية الخطوة الأولى نحو تحديد الحلول الحقيقية.
النمو السكاني: هو الزيادة في عدد الأشخاص الذين يعيشون في منطقة معينة، نظرًا لأن السكان يمكن أن ينموا بشكل كبير، كما يمكن أن يحدث استنفاد الموارد بسرعة مما يؤدي إلى مخاوف بيئية محددة مثل الاحترار العالمي وإزالة الغابات وتقليل التنوع البيولوجي، يتجه السكان في البلدان المتقدمة نحو استخدام موارد أكبر بكثير بينما يشعر السكان في البلدان النامية بآثار المشاكل البيئية بسرعة أكبر.
معدل النمو السكاني: هو معدل الزيادة الطبيعية مقترنة بآثار الهجرة وبالتالي يمكن تعويض ارتفاع معدل الزيادة الطبيعية عن طريق صافي هجرة كبيرة، ويمكن مواجهة معدل منخفض للزيادة الطبيعية بمستوى عالٍ من صافي الهجرة الداخلية، مع ذلك فإن آثار الهجرة هذه التي تعتمد على معدلات النمو السكاني تكون أصغر بكثير من آثار التغيرات في الخصوبة والوفيات.
إن مفهوم النمو السكاني صعب لأن السكان يمكن أن ينمووا بشكل كبير على غرار الطريقة التي يضاعف بها بنك أو شركة بطاقة ائتمان الفائدة.
قد يكون من السهل تصور هذا المفهوم بالأرقام الفعلية منذ بداية الزمن على الأرض، حتى بداية القرن العشرين ازداد عدد سكان الكوكب من صفر إلى 1.6 مليار، بعد ذلك وبفضل العديد من العوامل ارتفع عدد السكان إلى 6.1 مليار في 100 عام فقط وهو ما يمثل زيادة أربعة أضعاف تقريبًا في عدد البشر على مدى فترة قصيرة نسبيًا.
يحتاج المزيد من الأشخاص إلى المزيد من الموارد مما يعني أنه مع زيادة عدد السكان تستنفد موارد الأرض بسرعة أكبر نتيجة هذه الزيادة، تحدث عوامل بشرية تؤثر على البيئة فمثلا: إزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي هي عبارة عن مشكلات بشرية تتاثر فيها البيئة، يجرد البشر الأرض من الموارد لاستيعاب أعداد السكان المتزايدة ويؤدي النمو السكاني أيضًا إلى زيادة غازات الدفيئة ومعظمها من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، خلال نفس القرن العشرين الذي شهد نموًا سكانيًا بأربعة أضعاف، كما زادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار اثني عشر ضعفًا، مع زيادة غازات الدفيئة تزداد أيضًا أنماط المناخ مما يؤدي في النهاية إلى نمط طويل الأجل يسمى تغير المناخ.
من أكبر آثار زيادة عدد السكان على البيئة هي استخدام الموارد وتأثير القضايا البيئية ليست متساوية في جميع أنحاء العالم، يحتاج الأشخاص في البلدان المتقدمة إلى موارد أكبر بكثير للحفاظ على أنماط حياتهم مقارنةً بالناس في البلدان النامية، على سبيل المثال الولايات المتحدة التي تحتوي على 5 في المائة من سكان العالم تنتج حاليًا 25 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
يميل الناس في البلدان النامية إلى الشعور بآثار المشاكل البيئية بشكلٍ أكثر حدة خاصة إذا كانوا يعيشون في المناطق الساحلية المتأثرة بشكل مباشر بارتفاع مستوى سطح البحر والأحداث المناخية المتطرفة التي تصاحب تغير المناخ، كما يعاني أكثر السكان ضعفاً من قلة الوصول إلى المياه النظيفة وزيادة التعرض لتلوث الهواء والأمراض التي قد تنجم عن انخفاض التنوع البيولوجي، وقد يشعرون بالتأثير على الفور عندما تستنفد الموارد المحلية بما في ذلك النباتات والحيوانات.
في حين أن المشاكل المترابطة للنمو السكاني والقضايا البيئية تبدو مربكة، فمن المهم أن نتذكر أن البشر يمكنهم إجراء تغييرات تؤثر بشكل إيجابي على الكوكب، وإحدى نقاط البداية الجيدة هي فهم وتطبيق مفهوم الاستدامة وهو عكس استنفاد الموارد، حيث تصف الاستدامة نموذجًا لاستخدام الموارد، إذ لا يستخدم فيه الجيل الحالي سوى الموارد التي توفرها الأرض إلى أجل غير مسمى مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح بدلاً من حرق الوقود الأحفوري؛ وذلك بهدف الضمان أن الأجيال القادمة ترث الموارد.
كان للبشر تأثير سلبي شديد على البيئة، يؤثر الفشل في القيام بأنشطة مثل التصنيع والنقل والصيد على نطاق واسع والزراعة والتخلص من النفايات باعتدال على الأرض والهواء والمياه، في حين أن النطاق الكامل للعواقب طويلة المدى للتدخل البشري على البيئة غير مؤكد فإن بعض العواقب مثل تغير المناخ واضحة بالفعل، كما أن التأثير البشري على البيئة كبير وضار وتشمل هذه تدهور الأراضي (إزالة الغابات) وتلوث الهواء وتلوث المياه وتغير المناخ.
وفيما يلي اهم آثار التدخل البشري على البيئة: