يُعرَّف الصبر بأنّه: حَبس النفس والابتعاد عن السخط والجَزع، وهو يُعدّ من أهمّ المُقوِّمات التي لا يُمكن الاستغناء عنها في أيّ عبادة من العبادات، كما أنّ الصبر طريقٌ للفوز في الدُّنيا والآخرة؛ بالاستقامة على دين الله، والصبر على ما يمكن أن يعترض طريق الإنسان إلى الله -تعالى والمسلم يصبر في الدعوة إلى الله -تعالى، ولا يُعرّض نفسه لاستخفاف الناس به إذا تراجع عن دعوته؛ ولذلك أمر الله -تعالى- نبيّه محمداً -صلّى الله عليه وسلم- بالصبر؛ فقال: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)،
وليكون الصبر مقبولاً عند الله -تعالى-، لا بُدّ من مُراعاة شروطه، كإخلاصه لله -تعالى-، قال -عزّ وجلّ-: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِر) وأن يكون في وقته المناسب؛ فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لامرأة تبكي عند قبر: (إنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى)إضافة إلى أن يكون من غير سخط ولا شكوى، وإنّما يشكو الإنسان حُزنه إلى الله -تعالى- فقط، كما ورد في قوله -تعالى- على لسان نبيّه يعقوب -عليه السلام-: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)
وعد الله -تعالى- عباده الصابرين بالأُجور العظيمة، والكثير من البِشارات، ومن هذه البِشارات التي جاءت في القُرآن الكريم قوله -تعالى- واصفاً أجرهم: (أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)فقد وعدهم الله بالصلاة عليهم؛ بالمغفرة، والرأفة، وذكرها الله بصيغة الجَمع؛ للدلالة على الكَثرة، كما وعدهم بالرحمة من خلال إزالته لآثار المُصيبة، أو تعويضهم خيراً منها، إلى جانب أنّه وعدهم بهدايتهم إلى ما يُريدون من أُمور الدُّنيا والآخركما أنّ الله -تعالى- يُضاعف للصابر أجرَه مرَّتَين، ويوم القيامة يُبشّره بالجنّة من غير حساب؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّما يُوفَّى الصَّابِرون أجْرََهُمّ بِغيْرِ حِسابٍ)، والصبر يُوجِب وجود مَعيّة الله -تعالى- للعبد، جاء رجل إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يسأله عن الإيمان فقال له: (الصَّبرُ و السَّماحَةُ
تُوجد مجموعة من الأمور التي تُعين العبد المؤمن على الصبر، وتُخفّف عليه ما يُصيبه من البلاء، والمرض، وغيره، ومنها ما يأتي