أوصى الله -تعالى- في القرآن الكريم بالجار ورتّب له حقوقاً على جاره، وممّا يدلّ على اهتمام الإسلام بالجار وعظيم التوصية به أن قرن الله في آيةٍ واحدةٍ بين عبادته وتوحيده وبين الإحسان إلى الجار، قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ)، وذكر المُفسّرون رأيين في المقصود بقول الله الجار القربى والجار الجُنُب، فمنهم من ذكر أنّ الجار ذا القربى هم الجيران الذين تربطهم قرابةٌ ودمٌ، والجار الجُنُب هو الذي تربط بينه وبين جاره الجيرة ولا تربط بينهم القرابة، وذكر آخرون أنّ الجار ذا القربى هو الجار القريب لبيت جاره، والجار الجُنُب هو الجار الأبعد الأقصى.
ذكر العلماء أنّ الجيران ثلاثة أنواعٍ؛ جارٌ له ثلاثة حقوقٍ؛ وهو الجار المسلم ذو القرابة فله حقّ القرابة وأخوة الدين والجوار، وجارٌ مسلمٍ غريبٍ؛ وله حقّان هما: حقّ الجوار وحقّ أخوة الإسلام، وجارٌ كافرٌ له حقٌّ واحدٌ وهو حقّ الجوار، وأمّا حقوق الجار على جاره فهي كثيرةٌ، يُذكر منها الآتي:
إذا أحسن المرء تعامله مع جاره نال بذلك فضائل كثيرةٌ في دنياه وآخرته، يُذكر منها الآتي:
موسوعة موضوع