ما هو حكم استخدام بخاخ الربو في رمضان

الكاتب: مروى قويدر -
ما هو حكم استخدام بخاخ الربو في رمضان

ما هو حكم استخدام بخاخ الربو في رمضان.

 

 

تعريف بخّاخ الرَّبو:

 

بخّاخات الرَّبو هي: أداة محمولة في اليد تساعد على إيصال العلاج إلى الرئتَين مباشرة، ممّا يُسهم في سرعة فعاليّة الدواء، والحَدّ من الآثار الجانبيّة التي قد تحدث في حال تمّ أخذ الدواء وريديّاً، أو عن طريق الفم، ومن الجدير بالذكر أنّ العثور على النوع المناسب، واستخدامه بالشكل الصحيح وِفقاً لتعليمات مُقدِّم الرعاية الصحّية يُعَدّ أساسيّاً في نجاح علاج الرَّبو؛ في السيطرة على أعراض المرض، والوقاية منها، وعادة ما تتوفّر بخّاخات الرَّبو على شكل نوعَين، هما:

  • بخّاخات الرَّبو مُحدَّدة الجُرعة: (بالإنجليزيّة: Metered Dose Inhalers)؛ وهي أكثر أنواع بخّاخات الرَّبو شُيوعاً، وتتكوّن من أسطوانة مضغوطة يخرج منها الدواء عند دَفعها إلى أعلى على شكل رذاذ.
  • بخّاخات الرَّبو بالمسحوق الجافّ: (بالإنجليزيّة: Dry powder inhalers)؛ إذ يستنشق المريض الدواء بشكل سريع وقويّ من داخل البخّاخة عِوضاً عن رَشّه.

 

حُكم استخدام بخاخ الرَّبو في نهار رمضان:

 

يُقاس استخدام بخّاخ الرَّبو لمَن كان مُضطراً إليه في رمضان على حُكم استخدام الإبر غير المُغذّية، وأخذ عيّنةٍ من الدم؛ لإجراء تحليلٍ لها؛ باعتبار أنّ تلك الأمور لا تتضمّن أكلاً، أو شُرباً، واستدلالاً بقول الله -تعالى-: (وَقَد فَصَّلَ لَكُم ما حَرَّمَ عَلَيكُم إِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِ وَإِنَّ كَثيرًا لَيُضِلّونَ بِأَهوائِهِم بِغَيرِ عِلمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُعتَدينَ).

 

القائلون بعدم تفطير بخّاخ الرَّبو

 

ذهب عددٌ من العلماء المعاصرين إلى القول بأنّ استخدام بخاخ الرَّبو في رمضان لا يُفسد الصيام، ومنهم: ابن باز، ويوسف القرضاويّ، وابن عثيمين، وفيصل مولوي؛ وقد استدلّوا على قولهم بالقياس على ما يصل من الماء إلى الجوف عند المضمضة والاستنشاق؛ إذ أجمع علماء الأمّة على جواز المضمضة والاستنشاق للصائم، وأنّ كلّ ما يَصِلُ إلى جوفه من أثر الوضوء مَعفوٌّ عنه، ويُقاس على ذلك ما يصل إلى الجوف من آثار رذاذ بخّاخ الرَّبو؛ إذ إنّ ما يصل إلى المعدة من الرذاذ ما هو إلّا قَدرٌ يسيرٌ جدّاً، بينما يصل الجزء الأكبر منه إلى الجهاز التنفُّسي، كما لا يُعَدّ بخّاخ الرَّبو مُفطراً قياساً على استخدام السِّواك في رمضان للصائم؛ إذ يجوز للصائم أن يستاك بالرغم من اشتمال السِّواك على موادٍ مَعفوٌّ عنها؛ باعتبار قَدرها اليسير جدّاً، وأنّها ليست مقصودةً في ذاتها، وبالتالي يكون ما يصل إلى الجوف من بخّاخ الرَّبو مَعفوٌّ عنه كذلك؛ قياساً على السِّواك.


وقد قرّر العلماء أنّ وصول شيءٍ من بخّاخ الأنف إلى الجوف ليس ثابتاً؛ فقد يصل، وقد لا يصل؛ فالأمر احتماليٌّ، والأصل أن يتمسّك المسلم باليقين؛ وهو بقاء الصيام وصحّته، كما أنّ بخّاخ الرَّبو يختلف عن الأكل والشُّرب في سببه، ومجراه؛ فعِلّة استخدام بخّاخ الربو لا تتعلّق بالأكل والشُّرب المُفسدَين للصيام، وبالتالي لا يأخذ حُكمهما، إضافة إلى أنّ مجرى بخّاخ الرَّبو هو مخرج النَّفَس ذاته، وهو يختلف عن مجرى الطعام والشَّراب.

 

القائلون بتفطير بخّاخ الرَّبو

 

ذهب عددٌ من العلماء المعاصرين إلى القول بأنّ استخدام بخّاخ الرَّبو في رمضان من الأمور المُفسِدة للصيام، ومنهم: الدكتور وهبة الزحيليّ، ومحمد السلاميّ، وغيرهم؛ وقد استدلّوا بأنّ كلّ ما يدخل إلى الجوف باختيار الصائم يُفسد الصيام؛ بالنظر إلى الوصول للجوف، والاستقرار فيه، وبما رُوي في الأثر عن عبدالله بن عبّاس -رضي الله عنهما-: (إنما الفِطرُ مما دخلَ وليسَ مما خرجَ)، كما استدلّوا على تفطير بخّاخ الرَّبو بأنّه مُكوَّن من موادّ مختلفة عن الهواء، وبالتالي فإنّ وصوله إلى الجوف يعني الإخلال برُكن الصيام؛ وهو الإمساك عن المُفطِرات.


ويُضاف إلى ما سبق أنّ مَن اضطرَّ إلى استعمال بخّاخ الرَّبو في أيّامٍ مُعيّنةٍ من شهر رمضان دون أيّامٍ أخرى، فإنّه يجوز له استعماله، ويترتّب عليه الإمساك في تلك الأيّام؛ مراعاةً لحُرمة الشهر الفضيل، مع وجوب قضاء الأيّام التي استخدم فيها البخّاخ بعد رمضان؛ باعتبار فساد صيامه فيها، أمّا إن كان الصائم مُضطرّاً إلى استخدام البخّاخ في أيّام الشهر جميعها، فيجوز له ذلك، مع وجوب الإمساك في حَقّه عن الطعام، والشَّراب، وسائر المُفطِرات، ويترتّب عليه بَذل فديةٍ؛ بإطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطره، دون ترتُّب القضاء

شارك المقالة:
90 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook