إن صلاة المرء وهو جنب واحدة من كابئر الذنوب، وهي منكر عظيم، فإن كانت فعلته هذه نابعة من عدم مبالاة، وقلّة اهتمام، واستهزاء في الشرع فقد تكون ردّة عن الإسلام، واحتقار للشرع، أما إن كان جاهلًا بالحكم فليس عليه سوى التوبة، فإن قضى تلك الصلوات فهو أحسن، وفيه خروج من الخلاف.
أجمع العلماء على حرمة مس المصحف للمحدث حدثًا أكبر، وهو مذهب الأحناف، والشافعية، والمالكية والحنابلة، وهو أيضًا اختيار ابن تيمية، كما لا يجوز للجنب أن يقرأ القرآن عند المالكية إلّا إن كان يسيرًا، أو بقصد الاستدلال أو التحصن، وعند الشافعية لا يجوز له قراءة القرآن إلّا بقصد الذكر، ويباح للجنب أن يقرأ القرآن بشرط أن يكون مقدارها ما دون الآية القصيرة، وله أن يذكر الله بالقرآن، وهذا مذهب الحنابلة، أما الحنفية فيجوز عندهم تلاوة القرآن فقط إذا كان معلمًا، وأن يلقنه كلمة كلمة للمتعلم، وله أن يقرأ الآيات القصد بقصد الثناء أو الدعاء، أما مكوث الجنب في المسجد فهو حرام.ولا حرج على الجنب في الاستماع لقراء القرآن، لأن في ذلك فائدة كبيرة، ولكن دون مس المصحف،ويكره النوم وهو جنب، أما السنة فهي أن يتوضأ ثم ينام، وإن اغتسل فهو أكمل.أما في الصيام، فالطهارة ليست شرطاً في صحته، فيصوم الجنب وإن أدركه الفجر دون أن يغتسل، ثم يغتسل.
يتطهر الجنب بالاغتسال من الحدث الأكبر، وذلك بأن ينوي أولًا الطهارة من حدثه، وهو هنا الجنابة، ثم يعمم جسده بالماء مرة، يتعهد فيها ويتأكد من وصول الماء إلى أصول الشعر، والأماكن التي لا يصل الماء بسهولة إليها كباطن الركبتين، والإبطين، مع الاستنشاق والمضمضة.
موسوعة موضوع
العربية
