اختلف علماء الأمة الإسلامية في حكم من قال لزوجته علي الطلاق، فذهب جمهور العلماء إلى القول بوقوع الطلاق في تلك الحالة إذا وقع الشرط المعلق عليه، حتى لو كانت نية الرجل تهديد زوجته بهذا الطلاق وحتى لا تقوم بالفعل الذي علق الطلاق عليه، ووفق هذا الرأي فإن الرجل إذا حلف بلفظ الطلاق على زوجته ثلاث مرات فإنها تبين منه بينونة كبرى بحيث لا يستطيع الزواج منها مرة ثانية حتى تتزوج من رجل آخر، بينما ذهب علماء آخرون إلى القول بعدم وقوع الطلاق في تلك الحالة لأن الزوج إنما أراد بلفظ الطلاق هذا التهديد والتشديد ولم يرد الطلاق فعلاً وبالتالي يكون هذا اللفظ كألفاظ اليمين ويترتب على الحنث بها أداء كفارة اليمين، أما حكم قول علي الطلاق في حالة الغضب حيث يصل الرجل إلى حالة من الغضب يغيب فيها شعوره فيكون كالمكره فإن الطلاق في تلك الحالة لا يقع كما نص على ذلك أهل العلم استناداً إلى قوله عليه الصلاة والسلام: (لا طلاق ولا عتاق في إغلاق).
إذا حلف الرجل على زوجته أن لا يقربها مدة من الزمن كأن تكون شهراً فإنه يكون بين أمرين، فإما أن يلتزم بما حلف عليه فلا يقرب زوجته مدة الشهر فلا يترتب عليه شيء في تلك الحالة، وإما أن يجامع زوجته قبل انقضاء الشهر الذي أقسم عليه ففي تلك الحالة يقع الطلاق بسبب تحقق الشرط الذي حلف عليه.
موسوعة موضوع
العربية
