قال تعالى:" ولقد كرمنا بني ادم"  وقال ايضا:"واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا..".

 

اذن فتكريم الله للانسان أمر له شأن عظيم حين ذكر ذلك الله جل جلاله في كتابه العزيز.

 

وقال ايضا ليبين مظهرا من مظاهر التكريم للانسان ولخلقه ولخلقته:" ولقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم". أي افضل قوام وافضل خلقة وافضل تكوين وافضل اعضاء.

 

ولأن الانسان مكرم ولأنه مفضل عند الله على سائر المخلوقات ولأنه مخلوق بطريقة فيها الابداع الرباني ولأنه قال :" علم الانسان ما لم يعلم" جل جلاله فقد جعل حفظ النفس والجسد والأعضاء من ضرورات الدين ومنع التعدي عليها ووضع قوانين وحدود وعقوبات لمن يهلكها بغير حق.

 

ولأن من اسباب وجود الانسان التكافل حين قال عليه الصلاة والسلام:" المؤمنون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، ولان الناس تحتاج بعضها بعضا والتكافل صفة من صفات المجتمع المسلم فاحيانا يمرض عضو بجسد انسان ويحتاج عضوا اخر، والله بقدرته خلق لنا اعضاءا قد يستفيد منها غيرنا ونحن على قيد الحياة او بعد الوفاة فشرع العلماء جواز نقل الاعضاء لآخر كي يستفيد منها من باب حفظ نفسه وحياته وتكريما له وتعزيزا لمبدأ التكافل وتعظيما لمبدأ العلم الذي يجله الاسلام والذي تقوم على اساسه عملية نقل وتبرع عضو شخص لاخر.

 

ولكن وضع شروطا لعملية نقل الاعضاء اهمها:"

 

* ان تكون عملية النقل لا تضر بحياة الانسان اذا كان يريد نقل عضو لا يؤذي حياته ولا تضره وبعملية علمية دقيقة وبحرص من الطبيب المختص. مثال نقل الكلى 

*ان تكون عملية نقل الاعضاء التي ان نقلها بحالة الحياة تؤدي لايذائه ولكن لا تضر بعد وفاته بموافقته قبل الوفاة وبموافقة الورثة لان القانون يوجب ذلك والالتزام بقانون الدولة واجب شرعي الا اذا تغير القانون بعدم اللجوء لرأي الورثة لاحقا فذلك جائز بشرط موافقة المتوفي بالتبرع باعضائه قبل وفاته.

* ان لا يكون النقل مقابل مال ثمنا للعضو ولكن يجوز دفع مال بدل اجور نقل العضو من مكان لاخر كما يفعل الان بنقل القرنيات او بدل اجور كادر طبي.