البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) هي مادة ذات لون بني مائل إلى الصفرة، موجودة في عصارة المرارة في جسم الإنسان، وتنتج هذه المادة بشكل رئيس عن تكسّير الكبد لكريات الدم الحمراء، كما ويتم التخلّص من هذه المادة عن طريق البراز وهذا ما يعطي البراز لونه.
تتواجد مادة البيليروبين في جسم الإنسان على شكلين؛ البيليروبين المباشر أو المقترن، والبيليروبين غير المباشر أو غير المقترن، أما البيليروبين غير المقترن فلا يمكنه الذوبان في الماء، ويجري في الدم مرتبطاً بقوة مع الألبومين (بالإنجليزية: Albumin) إلى أن يصل إلى الكبد حيث يتم تحويله إلى البيليروبين المقترن الذي يمكنه الذوبان في الماء.
عندما ترتفع نسبة البيليروبين في الجسم إلى أكثر من 2 مغ/ديسيليتر، يتغير لون الجلد ولون بياض العين إلى اللون الأصفر، وهذا ما يعرف باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وهنالك أسباب عديدة تؤدّي إلى ذلك، منها أمراض الكبد كالتهاب الكبد، وأمراض الدم، وانسداد القنوات الصفراوية المسؤولة عن عبور العصارة الصفراء من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة. يُعدّ اليرقان شائع الحدوث لدى حديثي الولادة خصوصاً لدى المولودين قبل موعد ولادتهم المتوقع وفي بعض الحالات لدى الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعيّة؛ حيث إن الكبد لا يكون تامّ النمو ليُصَرّف البيليروبين، وفي حالات أخرى يكشف حدوث اليرقان عن وجود مشكلة صحية لدى حديثي الولادة.
من الضروري عند ارتفاع البيليروبين في الدم معرفة أيَّ نوعي البيليروبين هو المرتفع؛ حيث أن لارتفاع البيليروبين المباشر أو المقترن أسباباً ولارتفاع البيليروبين غير المباشر أسباباً أخرى، كما أن ارتفاع البيليروبين المقترن غير سامّ لأنه عندما تكون نسبته كبيرة يتم تصريفها عن طريق البول، ومن الأعراض التي يسبّبها أن يصبح لون البول غامقاً. أما البيليروبين غير المباشر أو غير المقترن فإن ارتفاعه سامّ لكونه يمتلك القدرة على عبور الحاجز الدماغي الدمويّ والتسبب بمشاكل عصبية.
أسباب ارتفاع نسبة البيليروبين المقترن:
أسباب ارتفاع نسبة البيليروبين غير المقترن:
يتمّ تشخيص الاصفرار عن طريق قياس نسبة البيليروبين المقترن وغير المقترن، وإذا كان هناك ارتفاع في نسبة البيليروبين غير المقترن؛ يطلب الطبيب فحص تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: CBC)، وفحص تعداد الخلايا الشبكيّة (بالإنجليزية: Reticulocyte count)، وفحص هابتوغلوبين (بالإنجليزية: Haptoglobin)، وفحص إنزيم نازع لهيدروجين اللاكتات (بالإنجليزية: Lactate dehydrogenase) ويُدعى اختصاراً LDH. أما إذا كان هناك ارتفاع في نسبة البيليروبين المقترن؛ فيطلب الطبيب فحص وظائف الكبد التي يمكنها أن تدلّ على سبّب الاصفرار، ويمكن للطبيب طلب تخطيط الصدى (بالإنجليزية: Ultrasound) أو التصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan) للكشف عن وجود أي انسداد في القناة الصفراوية أو أيّ تغيّرات تشريحية، وفي حالاتٍ معينة يطلب الطبيب خزعة من الكبد ليكشف عن مدى الضرر الذي أصاب خلايا الكبد.
لأن أسباب الإصفرار كثيرة؛ يتمّ علاج كلّ حالة على حدة تبعاً للسّبب الذي أدّى إلى حدوثه، ويتم ذلك بناءً على نتائج الفحوصات المخبريّة، فمثلاً إذا كان السّبب هو مادة معينة فيجب التوقف عن التعرّض لها، وإذا كانت المشكلة ناجمة عن شرب كميات كبيرة من الكحول فيجب التقليل من شرب الكحول، وإذا كان سبب الاصفرار هو التهاب الكبد الناتج عن العدوى مثل التهاب الكبد الفيروسي فيجب أخذ مضاد للفيروس للمنع من حدوث ضرر أكبر للكبد، وإذا كانت هناك مشكلة خطيرة في الكبد، يُمكن أن يصل العلاج إلى زراعة كبد جديد.
يمكن للإنسان الوقاية من الأسباب التي قد تؤدي إلى اصفرار العين عن طريق ما يأتي: