يقوم المهبل (بالإنجليزيّة: Vagina) في الوضع الطبيعيّ بإخراج إفرازات مهبليّة (بالإنجليزيّة: Vaginal Discharge) شفّافة أو بلون غيميّ خفيف، وعادة ما تكون الإفرازات ذات رائحة خفيفة جدّاً غير مُسبّبة للإزعاج، وتجدر الإشارة إلى أنّ طبيعة الإفرازات المهبليّة عادة ما تتغيّر خلال الدورة الشهريّة (بالإنجليزيّة: Menstrual Cycle)؛ حيثُ إنّها تكون أكثر صفاء في أوقات مُعيّنة، بينما في آخر أيّام الدورة الشهريّة تُصبح الإفرازات أكثر كثافة، وتؤدي التهابات المهبل (بالإنجليزيّة: Vaginitis) إلى ظهور إفرازات مهبليّة ذات رائحة كريهة، أو مُهيّجة للحرقة أو الحكّة، وخصوصاً في فترة المساء، كما ومن أعراض التهابات المهبل الشعور بالألم عند التبوّل أو الجماع، والتنقيط أو النزيف الخفيف، ويُنصح بالتوجه للطبيب للاستشارة في حال مُلاحظة تغيّر في لون، أو رائحة، أو كميّة، أو طبيعة الإفرازات المهبليّة لعدّة أيام.
في الحقيقة، هنالك العديد من الحالات الصحيّة المُعدية وغير المُعدية التي من الممكن أن تُسبب التهابات المهبل، وبالرغم من اختلاف أعراض وعلامات كلّ منها، إلّا أنّ تشخيصها قد لا يكون بالأمر السهل؛ حيثُ إنّ المرأة قد تُصاب بها دون ظهور الأعراض والعلامات، كما من الممكن أن تُصاب بأكثر من نوع من الالتهاب في الوقت ذاته، وتختلف عوامل خطورة الإصابة بالالتهابات المهبليّة باختلاف سببها ونوعها، ومن هذه العوامل: التدخين، والحمل، ومرض السكّري، واستخدام موانع الحمل، وتناول المضادات الحيوية، وانخفاض مناعة الجسم.
يُعدّ التهاب المهبل البكتيري (بالإنجليزيّة: Bacterial Vaginitis) أكثر أنواع الالتهابات المهبليّة شيوعاً، وبنتج عن خلل في توازن البكتيريا في المهبل؛ حيثُ إنّ المهبل عادة ما يحتوي على نوعين من البكتيريا بشكل طبيعي: اللاكتوبسيلاس (بالإنجليزيّة: Lactobacilli) وواللاهوائيّة (بالإنجليزيّة: Anaerobes)، ويؤدي زيادة عدد النوع الثاني من البكتيريا إلى اختلال هذا التوازن وبالتالي الإصابة بالالتهاب، ومن أعراض الإصابة بهذا النوع من الالتهاب: خروج إفرازات مهبليّة قليلة الكثافة ذات لون أبيض مائل إلى الرمادي، وذات رائحة مُشابهة لرائحة السمك.[٥][٦]
عادة ما تسبب العدوى الفطريّة (بالإنجليزيّة: Yeast Infection)، أو ما يُسمّى بالسلاق المهبلي (بالإنجليزيّة: Vaginal Thrush)، اختلالاً في توازن نوع من الفطريّات الموجودة بشكل طبيعيّ في المهبل، والفم، والقناة الهضميّة تُسمّى المبيضات (بالإنجليزيّة: Candida). وهنالك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى هذا الاختلال: كالحمل، ومرض السكّري، وضعف جهاز المناعة، بالإضافة إلى تناول أحد المُضادّات الحيويّة التي تعمل على التخلّص من بعض أنواع البكتيريا التي تقوم في العادة بالحفاظ على توازن الفطريّات في المهبل، ومن أعراضه: إفرازات مهبليّة كثيفة وبيضاء دون رائحة، والحكّة، واحمرار المهبل، وألم عند التبوّل والجماع.
تنتقل عدوى داء المشعرات (بالإنجليزيّة: Trichomoniasis) من خلال الاتّصال الجنسيّ بشخص مُصاب بطُفيل أحادي الخليّة يُدعى بالترايكومونس فاجينالس (بالإنجليزيّة: Trichomonas Vaginalis)، وتجدر الإشارة إلى أنّه وبالرغم من إصابة المرأة بعدوى المهبل، فإنّه عادة ما يُسبّب التهاباً في القناة البولية (بالإنجليزيّة: Urinary Tract) عند الرجال، ومن مضاعفات داء المشعرات أنّه قد يزيد من خطوة الإصابة بغيره من الأمراض المنقولة جنسيّاً، ويمكن تمييز داء المشعرات عن غيره من الالتهابات بظهور إفرازات مهبليّة صفراء مائلة إلى اللون الأخضر، والنزيف الخفيف، وألم في أسفل البطن.
تُعد الفيروسات أيضاً من الأسباب الشائعة للالتهابات المهبليّة، وعادة ما تنتقل الفيروسيات من خلال الاتّصال الجنسيّ، وتُسبّب ألماً وتقرّحات في المهبل، ومن الفيروسيات التي تُسبب الالتهاب في المهبل: فيروس الهربس (بالإنجليزيّة: Herpes) وفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزيّة: Human Papillomavirus).
قد يكون الالتهاب المهبلي غير معدٍ (بالإنجليزيّة: Non-infectious Vaginitis) في العديد من الأحيان؛ حيثُ إنّه من الممكن أن ينتج عن حساسيّة (بالإنجليزيّة: Allergic Reaction) تجاه بعد المواد الغريبة التي قد تُسبب تهيّج المهبل، ومنها: العطور، والصابون، والرذاذ المهبلي، والمناديل الورقيّة، والأدوية الموضعيّة.
يُعرّف ضمور المهبل (بالإنجليزيّة: Vaginal Atrophy) على أنّه حالة غير مُعدية من الالتهابات المهبليّة الناتجة عن انخفاض في نسبة هرمون الإستروجين المُصاحبة لانقطاع الطمث أو إزالة المبيضين، ممّا يؤدي إلى نقص سُمك بطانة المهبل، وعادة ما تُلاحظ المرأة في هذه الحالة ظهور بعض الأعراض: كتهيّج المهبل، والشعور بالحكّة، والحرقة، والإلحاح البولي (بالإنجليزيّة: Urinary Urgency)، بالإضافة إلى جفاف في المهبل.
بشكل عام، يعتمد علاج الالتهابات المهبليّة على المُسبب لها؛ فيقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضيّة للمُصابة، وفحص منطقة الحوض، وأخذ عيّنة للفحص المخبريّ، كما أنّ فحص حموضة المهبل قد يساعد في تحديد المُسبب، وفيما يلي بيان لبعض من أهم العلاجات المُستخدمة في علاج التهاب المهبل حسب سببه
تُعتبر الالتهابات المهبليّة من الحالات الصحيّة الشائعة، وغالباً ما تُصاب بها الأنثى مرّة واحدة خلال حياتها على الأقل، إلّا أنّ هنالك بعض النصائح التي من الممكن أن تُساعد على الوقاية من الإصابة بالتهاب المهبل، وفيما يلي بيان لبعض منها: