ما هو سبب جفاف العين

الكاتب: جانيت غنوم -
ما هو سبب جفاف العين

ما هو سبب جفاف العين

جفاف العيون

يُعدّ جفاف العيون (بالإنجليزية: Dry Eyes) حالة تصيب العين عند حدوث تغيّرات في إنتاج الدموع تحول دون قدرتها على ترطيب العيون بكفاءة، ويعدّ جفاف العيون من الحالات شائعة الحدوث، والتي غالباً ما تكون مزمنة، لا سيّما لدى كبار السنّ، وقد يساهم جفاف العين بشكل عام في حدوث اضطرابات بالعين، والشعور بالانزعاج وعدم الراحة، وفي الحقيقة تنتشر الدموع اللازمة لعملية الترطيب، وما يترتب عليها من سلامة العين والرؤية من خلال حركات رمش العين باستمرار، وبالنظر إلى تركيبة الدموع نجد أنّها تتكوّن من ثلاث طبقات ضرورية لتتمكن من ترطيب العين بشكل فعال، ويمكن بيان دور كل واحدة من هذه الطبقات فيما يلي:

  • الطبقة الزيتية: (بالإنجليزية: Oily layer) وهي الطبقة الخارجية للدموع، وتتكوّن في غدّة الجفن أو غدد ميبوميوس (بالإنجليزية: Meibomian glands)، وتساهم في جعل سطح الدمع أملسًا، وتعمل بشكل أساسي على منع من على سطح العين جفافه بشكل سريع.
  • الطبقة المائية: (بالإنجليزية: Watery layer) وهي الجزء المتوسط للطبقة الدمعية، تتكوّن في الغدة الدمعيّة (بالإنجليزية: Lacrimal gland) التي توجد في الجفن، وتشكّل معظم محتوى الدموع، وتساعد هذه الطبقة على ترطيب، وتنظيف العين من أي مواد غريبة.
  • الطبقة المخاطية: (بالإنجليزية: Mucus layer) وهي الجزء الداخلي للطبقة الدمعية، وتتكوّن في ملتحمة العين (بالإنجليزية: Conjunctiva)، وهو النسيج الشفّاف الذي يغطّي الجزء الأبيض من العين ومنطقة الجفن، وتساهم هذه الطبقة في زيادة لزوجة الدمع، مما يزيد من تلاصق الدمع في العين، إضافة إلى تسهيل انتشاره داخل العين، الأمر الذي يسهم بذلك في المحافظة على بقاء العين رطبة.


في الحقيقة وجدت دراسة نشرتها مجلة (The Ocular Surface) رفيعة المستوى في عام 2017 أنّ نسبة الإصابة بجفاف العيون في العالم تتراوح ما بين 5-50%، وتزداد مع التقدّم في السن، كما يُعدّ جفاف العيون أكثر انتشاراً بين النساء خاصة مع تقدمهنّ في السن، ويجدر الذكر أنّه يمكن علاج جفاف العين في معظم الحالات البسيطة باستخدام قطرات العيون وغيرها من المستحضرات الصيدلانية المرطبة التي لا تحتاج لوصفة طبية، أمّا في حال استمرار ظهور الأعراض، أو إن كان الجفاف شديدًا وتسبب بانزعاج ملحوظ لدى المصاب، فعندها لا بُدّ من معرفة السبب الرئيس المؤدي للجفاف تحت إشراف طبيب عيون مختصّ، وعندها يمكن اللجوء إلى استخدام طرق علاجية أخرى، كاستخدام علاجات لتحسين جودة الدمع، أو علاجات تقلل من سرعة تصريف الدمع من العين، أو التخلص من المُسبّب إن أمكن، كتغيير الدواء الذي أدّى إلى حدوث الجفاف، وفي حالات المعاناة من أمراض تؤدي إلى جفاف العيون كأحد أعراضها قد يتم تحويل المصاب إلى طبيب مختصّ لعلاج هذه الأمراض.

 

أسباب جفاف العيون

يحدث جفاف العيون إمّا بسبب نقص كمية الدموع (وذلك نتيجة نقص إنتاجها و/أو التعرض لعوامل تزيد تبخرها من سطح العين)، وإمّا في حال القدرة على إنتاج كميات جيدة من الدموع، ولكنّ الدموع المُنتجة جودتها قليلة، ولا تؤدي وظيفتها في ترطيب العيون بشكل فعّال؛ نتيجة حدوث خلل في واحدة أو أكثر من الطبقات الثلاث المكونة للدموع)، ويمكن بيان هذه الحالات بشيء من التفصيل فيما يلي:

 

نقصان إنتاج الدمع

وهي حالة تحدث عند عدم قدرة العين على إفراز كميات كافية من الدمع، وتُعدّ من أكثر الحالات شيوعًا التي تُسبب جفاف العين، ويُطلق على هذه الحالة متلازمة الملتحمة والقرنية الجافّة (بالإنجليزية: Keratoconjunctivitis sicca)، وتتعدد الحالات التي قد تؤدي لها مثل:

  • التقدّم في السن: نتيجة للتغييرات الهرمونية عند كلّ من الرجال والنساء، يصبح كلاهما أكثر عرضة للمعاناة من جفاف العين، خاصة لدى السيدات نتيجة لانقطاع الطمث.
  • الإصابة بأمراض ومشاكل صحية معينة: قد يظهر جفاف العين كأحد الأعراض التي يمكن أن تصاحب المعاناة من أمراض ومشاكل صحية، ومن الأمثلة على هذه الأمراض: التهاب المفاصل الروماتيدي، أو مرض الذئبة الحمراء (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus)، أو متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjögren's syndrome)؛ وهي أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الغدة المسؤولة عن تكوين الدمع واللّعاب؛ وتتسبب بجفاف كل من الفم والعيون، وتُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بها.
  • استخدام بعض أنواع الأدوية: إذ تساهم بعض الأدوية بحدوث جفاف مؤقت في العيون عادة خلال فترة استخدامها كأحد الآثار الجانبية، ففي حالك الشك بأنّ أحد الأدوية التي تستخدمها يتسبب بجفاف العيون يمكن استشارة الطبيب المُعالِج حول ما ينبغي فعله في هذه الحالة، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يأتي:
    • مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics).
    • بعض مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressant).
    • مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamine).
    • الأدوية التي تستخدم في علاج القلق، أو المشكلات النفسية الأخرى.
    • حاصرات المستقبل بيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers) مثل: البروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol)، ودواء أتينولول (بالإنجليزية: Atenolol).
    • بعض الأدوية المُعالجة لحبّ الشباب.
    • بعض أنواع أدوية السعال.
  • آثار ومضاعفات ما بعد عملية الليزك: يُعدّ جفاف العين من الأعراض شائعة الحدوث بعد الخضوع لجراحات تصحيح النظر التي يلجأ اليها الطبيب لتصحيح أو تحسين النظر، من خلال عدّة طرق سواء كانت جراحية أو باستخدام أشعة الليزر كما هو الحال في عمليات الليزك (بالإنجليزية: Lasik). وغالباً ما يكون جفاف العين اللاحق للخضوع لعميات الليزك مؤقتاً.
  • تلف في الغدد الدمعية: إذ يتسبب ذلك في عدم قدرة العين على إنتاج كميات كافية من الدمع، والذي قد يحدث نتيجة لتعرّض العين للإشعاع أو إصابتها بالالتهاب، وفيما يأتي بيان لكل من هذه الأسباب بالتفصيل:
    • العلاج بالأشعة: يساهم العلاج الإشعاعي المستخدم لعدّة أغراض كعلاج أورام الوجه والرقبة عند بعض المرضى في مضاعفات عديدة، ومن هذه المضاعفات جفاف العين؛ وذلك نتيجة لتضرر الغدد الدمعية جراء التعرض لهذه الأشعة، وما يترتب على ذلك أيضاً من إفراز لمواد التهابية (بالإنجليزية: Inflammatory mediators)، وبالتالي الحدّ من إفراز الدمع.
    • الاصابة بالتهاب العين: فجزء كبير من المصابين بجفاف العين هم من يعانون من التهاب مزمن في الغدد الدمعية، أو التهاب في الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctiva)، وقد يؤدي هذا الالتهاب إذا استمر لفترة طويلة إلى إلحاق ضرر كبير بالغدد الدمعية، وعدم استجابتها للعلاج بعد ذلك.

 

سرعة جفاف الدمع

تؤثر البيئة المحيطة بالفرد على دمع العين، وتتعدد الأسباب والعوامل المحيطة التي تؤثر في سرعة جفاف الدمع، ومن أهم هذه العوامل ما يأتي:

  • انخفاض رطوبة الجوّ؛ وذلك لارتفاع درجات الحرارة؛ نتيجة لاستخدام التدفئة أو العيش في مكان ذي مناخ حار وجاف.
  • انخفاض معدل رمش العين؛ وغالباً ما يترافق ذلك مع فتح العين بصورة أوسع من اللازم، مما يساهم في سرعة جفاف الدمع ومنع توزيع الدموع في كامل العين بفعالية، وينخفض معدل رَمش العينين نتيجة للنظر المطوّل إلى جهاز الحاسوب أو التلفاز وعند مستخدمي المجاهر الإلكترونية، كما يعاني من ذلك المرضى المصابون بداء باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson's disease).
  • استخدام العدسات اللاصقة لفترة مطوّلة.
  • التعرّض لرياح الجافة.
  • عدم إغلاق جفني العين بشكل كامل؛ حيث تغلق العين بشكل جزئي وغير كامل لدى بعض الأفراد؛ كما في بعض الحالات المتعلقة بالإصابة بمرض الغدة الدرقية، أو حالة الاغتراب الجفني (بالإنجليزية: Ectropion) لدى بعض كبار السن، وهي حالة ينقلب فيها الجفن للخارج، أو الانطواء الجفني الداخلي (بالإنجليزية: Entropion)؛ حيث ينثني الجفن للداخل مما يعيق إغلاق العين بشكل جيد، وإضافة إلى ذلك فإنّ بعض الأفراد ينامون وأعينهم مفتوحة بشكل جزئي.

 

اضطراب في الطبقة الدمعية

تتكوّن الطبقة الدمعية كما ذكرنا سابقًا من ثلاث طبقات تتمثّل بالطبقة الزيتية، والطبقة المائية، والطبقة اللزجة، وإنّ حدوث أي خلل في واحدة أو أكثر من هذه الطبقات يؤدّي إلى المعاناة من جفاف العين نتيجة لانخفاض جودة وفاعلية الدموع في ترطيب العينين، فعلى سبيل المثال تُنتج الطبقة الزيتية من للدموع من غدد ميبوميوس (بالإنجليزية: Meibomian Glands) التي يمكن أن تتعرض للانسداد، مما يحول دون قدرتها على تزويد كمية كافية من الطبقة الزيتية للدموع، ومن الأفراد الذين يُعدّون أكثر عرضة للانسداد غدد ميبوميوس المصابون بالتهاب جفن العين (*) (بالإنجليزية: Blepharitis)، أو الوردية (*) (بالإنجليزية: Rosacea)، إضافة إلى المعاناة من بعض المشاكل الجلدية الأخرى مثل: الأكزيما الدهنية (*) (بالإنجليزية: Seborrhoeic dermatitis).

 

نصائح للحد من جفاف العيون

يُنصح بمراجعة الطبيب في حالات استمرار أعراض وعلامات الجفاف كاحمرار وتهيّج العيون، إضافة إلى الشعور بالألم في العين، وذلك لتحديد المُسبّب وإجراء الفحوصات اللازمة للمصاب، وتتعدد الفحوصات التي قد يوصي بها الطبيب المختصّ لتشخيص الحالة، إذ قد يوصي بإجراء بعض الفحوصات التي تبيّن معدّل إنتاج الدمع، أو كثافته، أو جودته، وبعض الفحوصات والاختبارات الأخرى إذا وجد الطبيب حاجة لذلك وبشكل عام يمكن اتباع العديد من النصائح والإرشادات التالية للحد من جفاف العيون، والتخفيف من الأعراض المزعجة المصاحبة للجفاف، ونذكر من هذه النصائح ما يأتي:

  • حماية العينين والحد من تعريضما للغبار والرياح، مثل: ارتداء النظارات الواقية أو النظارات الشمسية.
  • استخدام أجهزة خاصة تزيد من رطوبة الجو في المنازل، واستخدام فلاتر تنقية الهواء في حال العيش في منطقة ذات نسبة تلوّث عالية.
  • تجنّب التدخين أو الإقلاع عنه.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة بشكل مستمر كل عشر دقائق إن كان الأمر ممكناً، وذلك عند ممارسة الأنشطة أو الهوايات التي تتطلّب تركيزًا بصريًّا مثل: القراءة، أو استخدام جهاز الحاسوب، أو مشاهدة التلفاز لفترة طويلة، مع ضرورة زيادة حركة رمش العين لزيادة ترطيب العيون، ومراعاة أن يكون جهاز الحاسوب موضوع في مستوى أدنى من مستوى العين؛ للتقليل من تبخر الدمع.
  • استخدام قطرات العين وغيرها من المستحضرات الصيدلانية المرطبة للعيون.
  • استخدام بعض أنواع المكملات الغذائية، وتحديداً المكملات التي تحتوي على دهون الأوميغا 3 الصحية.
  • شرب كمّيات كافية من الماء، وذلك بمعدل يقارب ثمانية إلى عشرة أكواب بشكل يومي.
  • الحفاظ على صحة ونظافة جفون العين، وذلك بتنظيف الجفون بمنظف لطيف في حال استخدام مستحضرات التجميل، ومراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي التهاب أو انتفاخ في جفني العين.
شارك المقالة:
82 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook