يُعبّر مصطلح حرقة البول أو عُسر البول (بالإنجليزية: Dysuria) عن الشعور بحرق، أو ألم، أو عدم الراحة أثناء التبوّل، وقد يُعاني الشخص من هذه الحالة في أيّ مرحلة عُمريّة، وتُعتبر حرقة البول أحد الأعراض الشائعة لدى النّساء، ولكنّها قد تحدث لدى الرجال أيضاً، وفي الحقيقة هناك نوعان لحرقة البول وهما؛ حرقة البول الخارجيّة، وحرقة البول الداخليّة، وتتمثل حرقة البول الداخليّة بالشعور بالألم داخل الجسم، وقد تحدث قبل أو عند بدء التبوّل، وترتبط هذه الحالة باضطرابات المثانة أو الإحليل، أمّا حرقة البول الخارجيّة فهي تتمثل بالشعور بالألم بعد بدأ التبوّل، أو أثناء مرور البول ضمن الأعضاء التناسليّة الخارجيّة المُلتهبة، وقد ترتبط ببعض المشاكل الصحيّة، مثل: التهاب المهبل (بالإنجليزية: Vaginitis)، وآفات الأعضاء التناسليّة.
يعتمد علاج حرقة البول على علاج المُسبّب الرئيسيّ الذي أدّى إلى حدوث هذه الحالة، وبناءً على الاختبارات التشخيصيّة، قد يصِف الطبيب أحد أنواع المضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics)، مثل: التريميثوبريم (بالإنجليزية: Trimethoprim)، أو قد يصف تركيبة مشتركة تحتوي على التريميثوبريم بالإضافة إلى السلفاميثوكسازول (بالإنجليزية: Sulfamethoxazole) لمدّة ثلاثة أيام، وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ المضادات الحيويّة من نوع الفلوروكينولون (بالإنجليزية: Fluoroquinolones) لا تُستخدم إلّا في حالات التهابات المسالك البوليّة المُعقدة، نظراً لكونها قد تتسبّب بحدوث بعض الآثار الجانبية الخطيرة؛ مثل اعتلال الأوتار (بالإنجليزية: Tendinopathy)، ويُذكر بأنّ حالات عدوى المسالك البوليّة المعقدة قد تتطلب فترةً من العلاج تتراوح بين 10-14 يوماً، وذلك باستخدام مضاد حيويّ فعّال ضد البكتيريا سلبية الغرام (بالإنجليزية: Gram-negative bacteria).
قد يصِف الأطباء علاجاتٍ افتراضيّة للرجال الذين تتراود الشكوك حول إصابتهم بالأمراض المنقولة الجنسيّة قبل ظهور نتائج الفحوصات المخبريّة، أمّا في حالات أخرى فقد يُفضل الأطباء الانتظار حتّى تظهر نتائج الفحوصات، ومن ثمّ وصف العلاج المُناسب، أمّا فيما يتعلّق بحرقة البول غير المُحتملة والمرتبطة بالتهاب المثانة، فقد يُلجأ لتخفيفها من خلال وصف دواء فينازوبيريدين (بالإنجليزية: Phenazopyridine) وذلك لمدّة يوم أو يومين، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا الدّواء قد يتسبّب بتغيّر لون البول إلى البرتقالي أو الأحمر، أو حتّى ظهور الصبغة على الملابس الداخليّة، وهذا ما يستدعي توخّي الانتباه وعدم الخلط بينه وبين تطوّر العدوى، أو حدوث البيلة الدّمويّة (بالإنجليزية: Hematuria)، أمّا بالنسبة للعلاجات المنزليّة فتقتصر على شرب كميّات كبيرة من الماء للتخفيف من حرقة البول، وتناول بعض الأدوية المضادّة للالتهاب، مثل: دواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) للتخفيف من أعراض حرقة البول.
تُعزى المعاناة من حرقة البول إلى العديد من العوامل والأسباب المختلفة، وفيما يأتي بيان لبعض منها:
لتشخيص سبب حرقة البول وألم التبوّل، يستفسر الطبيب عن التاريخ الطّبي للشخص، بحيث يتضمن ذلك الاستفسار عن الأمراض التي يُعاني منها الشخص، والتي قد تكون على صلة بهذه الحالة، كما يعتمد الطبيب في التشخيص على الوصف الذي يُقدّمه المريض، المُتعلّق بالأعراض الجسدية التي يشكو منها، إضافة إلى تقديم عيّنة بول للمختبر لإجراء التحليل اللازم، وفي الحالات التي تشكو فيها النّساء من هذه الأعراض، فقد يجري الطبيب مسحة لبطانة المهبل أو الإحليل للتّحقق من الإصابة بالعدوى، وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة التّوصل إلى العديد من النتائج التي قد تُفسر حدوث هذه الحالة من خلال نتائج عيّنة البول أو المسحة التي تمّ الحصول عليها، إذ تُعطي معلومات عن خلايا الدم البيضاء، وكريات الدم الحمراء، ووجود مواد كيميائيّة غريبة في الجهاز البوليّ، وقد يتطلب الأمر إجراء زراعة لعينة من البول للكشف عن نوع البكتيريا المسؤولة عن حدوث العدوى؛ وهذا ما يُساعد على تحديد نوع المُضاد الحيويّ المُناسب لحالة المريض، وقد يتطلب الأمر إخضاع المريض للمزيد من الفحوصات؛ بما في ذلك فحص المثانة وفحص البروستاتا.