يحدث فقدان الشهية (بالإنجليزية: Anorexia) عندما تقل رغبة الشخص بتناول الطعام، وهناك أسباب كثيرة يمكنها أن تؤثر في شهية الشخص، وتشمل هذه الأسباب المشاكل العقلية والأمراض الجسدية التي يمكن أن يصاب بها الإنسان، كما ويمكن أن يسبّب فقدان الشهية أعراضاً كفقدان الوزن أو سوء التغذية، بالتالي يعدّ إيجاد السبب الكامن وراء فقدان الشهية وعلاجه أمراً ضرورياً.
هناك أسباب طبيّة عديدة تؤدي إلى فقدان الشهية، بعضها مؤقت كأن يكون فقدان الشهيّة من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، وبعضها يكون بسبب مشكلة صحية تستمرّ لفترة طويلة، وفي بعض الأحيان يرتبط فقدان الشهية مع فقدان الشهيّة العصبيّ (باللإنجليزية: Anorexia Nervosa)، وفي أحيان أخرى يرتبط بتغير في حاسة التذوق.
من الأسباب الطبيّة التي قد يكون من أعراضها الجانبية فقدان الشهيّة الآتي:
أحياناً يكون من الصعب التفريق بين أعراض فقدان الشهية وسلوكيات اتباع نظام غذائي ما أو حتى سلوكيات الأكل العادي، ويمكن التفريق بين فقدان الشهية والحالات الطبية الأخرى عن طريق ملاحظة العلامات المرضية الآتية على المريض:
يتم تشخيص فقدان الشهية بدايةً بمعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، وقياس وزنه وطوله ومقارنته مع المتوسط الطبيعي للطول والوزن، ثم معرفة التاريخ المرضي للمريض والأدوية التي يأخذها، ومعرفة النظام الغذائي للمريض، كذلك يجب أن يعرف الطبيب وقت بداية ظهور الأعراض، ومدة شدّة هذه الاعراض، وكمية الوزن التي فقدها المريض، وهل حدثت الأعراض إثر حدث مهم في حياة المريض، وهل يعاني من أية أعراض أخرى.
بعد ذلك يمكن أن يطلب الطبيب فحوصات معينة لمعرفة سبب فقدان الشهية، كفحص البطن بالموجات فوق الصوتية، وطلب تعداد كامل للدم، وفحص لوظائف الكبد والغدة الدرقية والكلى، وصورة أشعة سينية (بالإنجليزية: X-ray image) لرؤية المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة، كما ويمكن أن يطلب الطبيب تصويراً مقطعيّاً محوسباً (بالإنجليزية: Computed Tomography) للرأس والصدر والبطن والحوض، كذلك يمكن أن يطلب الطبيب فحص حمل إذا كانت المريضة أنثى، وفحص فيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus (HIV) Test)، وفحص بول.
يعتمد علاج فقدان الشهية على السبب، فمثلاً إذا كان سبب فقدان الشهية عدوى فيروسية أو بكتيرية؛ فإن فقدان الشهية في هذه الحالة لا يحتاج علاجاً، فعند شفاء المريض من هذه العدوى تعود شهية المرء كما كانت.
إذا كان سبب فقدان الشهية حالة طبية كمرض السرطان أو مرضاً مزمناً، فمن الصعب في هذه الحالة تحفيز شهية المرء، لكن الأكل مع الأهل والأصدقاء بالإضافة إلى طبخ الطعام الذي يفضله الشخص أو تناول الطعام في مطعم ما من شأنه أنه يحفّز الشخص على تناول الطعام، إضافة إلى ذلك ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة أيضاً قد تحسّن شهية الشخص.
من النصائح التي قد تجدي مع الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية، أن يتم تناول وجبات صغيرة بدلاً من الكبيرة خلال اليوم، حيث تستوعبها المعدة بصورة أفضل، مع التأكيد على أن تكون هذه الوجبات غنية بالسعرات والبروتينات، ويمكن أن يجرّب المريض مشروبات البروتين السائلة
يمكن للمريض أن يحتفظ بمفكّرة لتسجيل الوجبات التي يتناولها على مدى عدّة أيام أو أسبوع، وهذا قد يساعد الطبيب على تقييم كمية الطعام التي يتناولها المريض ومدى انخفاض الشهية.
يمكن أن يصف الطبيب للمريض واحداً من الأدوية الفاتحة للشهية، وإذا كان هناك سوء تغذية، يتم تزويد المريض بالعناصر الغذائية اللازمة عن طريق الوريد، كما يتم علاج فقدان الشهية الناجم عن الأدوية بتغيير جرعات هذه الأدوية أو استبدال الدواء بآخر، لكن يجب التأكيد على عدم تغيير الدواء إلا بإعلام الطبيب واستشارته، وإذا اشتبه الطبيب أن فقدان الشهية سببه نفسيّ، فيتم تحويل المريض إلى طبيب نفسي مختص لعلاج السبب سواء أكان اكتئاباً، أم اضطراب الأكل، أم استخداماً خاطئاً للأدوية.
إذا كان انخفاض الشهية بسبب حالة قصيرة الأجل، فمن المرجّح أن تعود الشهية طبيعية كما السابق دون أي آثار طويلة الأجل، ومع ذلك إذا كان انخفاض الشهية حالة طبية، فإن الحالة قد تزداد سوءاً إذا تُركت دون علاج، ويمكن أن ترافق انخفاض الشهية أعراض أكثر شدة، كالآتي: