يتكوّن الجهاز البوليّ من الكليتين، والحالبين، والمثانة، والإحليل، ويتشكّل السائل البولي داخل الكلية، وبعدها ينتقل البول إلى الحالب الذي يقوم بدوره بنقل البول إلى المثانة، ومن ثمّ طرحه خارج الجسم عن طريق الإحليل، ولذلك فإن الوظيفة الأساسية للجهاز البولي هي المحافظة على كمية السوائل في الجسم، وتراكيز العديد من العناصر والأيونات، ودرجة الحموضة الطبيعية للدم، بالإضافة إلى قيامه بالتحكّم في إنتاج كريات الدم الحمراء عبر إفراز هرمون الإريثروبيوتين (بالإنجليزية: Erythropoietin)، ودوره في إفراز إنزيم الرنين (بالإنجليزية: Renin) الذي يُحافظ على ضغط الدم ضمن الحدّ الطبيعي.
تُعرّف كثرة التبول (بالإنجليزية: Polyuria) على أنّها الحاجةُ إلى التبوّل بشكلٍ أكثر من الوضع الاعتياديّ السابق، إذ يُنتج الشخص البالغ ما يُقارب ثلاثة لترات من السائل البولي يومياً، أمّا الذين يعانون من كثرة التبوّل، فإنّهم يُنتجون أكثر من تلك الكمية بكثير، فقد تصل في بعض الأحيان إلى 15لتراً من البول في اليوم الواحد.
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي لكثرة التبوّل، إذ يُمكن أن تحدث نتيجةَ اتّباع نمطٍ معيّنٍ من الحياة كالإكثار من شُرب السوائل أو تناول المشروبات المُدرّة للبول كالكافيين والكحول، أو قد تحدث كثرة التبوّل بسبب الإصابة بأحد الأمراض أو المشاكل الصحية، ومن أبرز الأمراض المُسبّبة لكثرة التبوّل ما يأتي:
وقد يتسبب تناول بعض أنواع الأدوية بمعاناة الشخص من كثرة التبول، ومن أبرز هذه الأدوية ما يأتي:
يُصاحب كثرة التبوّل ظهور عددٍ من الأعراض والعلامات، ومنها:
تجب مراجعة الطبيب فور ظهور بعض العلامات والأعراض، إذ إنّ ظهورها قد يُشير إلى وجود مشاكل في الحبل الشوكي، أو وجود التهاباتٍ في الكلى، أو ربّما قد تدلُّ على الإصابة بمرض السكّري أو بأحد السرطانات، ومن هذه العلامات ما يأتي:
يختلف علاج كثرة التبوّل باختلاف المُسبّب، فإذا كان السبب تناول بعض الأدوية، فعلى المريض مراجعة الطبيب لتخفيف الجرعة أو لتغيير الدواء، أمّا إذا كان سبب كثرة التبوّل هو مرض السكري، فإنّ مراقبة مستوى السكر في الدم والسيطرة عليه يُخفّف من هذه المشكلة ويُحسّن الأعراض المُصاحبة لها، ويُنصح الأشخاص بشكلٍ عام بالحدّ من شُرب السوائل، وتحديداً مشروبات الكافيين والكحول، أمّا في حال عدم وجود سببٍ واضح لكثرة التبوّل؛ فيُنصح بمراجعة الطبيب للاطمئنان على الحالة الصحيّة.
إنّ إحدى أبرز العلامات الدّالة على الإصابة بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني هي كثرة التبول، إذ يتراكم السكّر بمستويات عالية في الدم عند مرضى السكري، وعند مرور الدم بالكليّة فإنها تفقد القدرة على تصفيته، مما يتسبّب بتراكمه داخل الأنابيب الكلوية، ممّا يؤدي إلى زيادة حجم البول وبالتالي كثرة التبوّل، وهناك نوع آخر من السكري يُعرف بمرض السكري الكاذب (بالإنجليزية: Diabetes Insipidus) ويحدث نتيجةَ نُقصان إفراز هرمون المضاد لإدرار البول (بالإنجليزية: Antidiuretic Hormone) من الغدة النُخاميّة بسبب خللٍ في الكلى، أو خللٍ في الدماغ نتيجةَ عمليّةٍ جراحيّةٍ سابقةٍ له، أو وجود ورمٍ فيه، أو إصابةٍ في الرأس؛ مما يؤدي إلى زيادة حجم السائل البولي وبالتالي كثرة التبوّل.
يُعدّ فحص السائل البولي أحد أهمّ الفحوصات التي يُستدلُّ من خلالها على سلامة الكليتين، وأجزاء الجهاز البولي بشكلٍ عام، حيث يتّصفُ السائل البولي بمجموعةٍ من السّمات والحقائق، أبرزها ما يأتي: