يتألف المبيض من الغلاف الخارجي ويحوي خلايا تُسمى الخلايا الظهارية (Epithelial)، ومن لب المبيض. يحوي لب المبيض نوعين من الخلايا:
قد تنشأ الأورام في المبيض من جميع الخلايا، ويتم تصنيف أنواع سرطان المبيض وفقاً للخلايا، حيث توجد أورام الخلايا الجنسية، أورام الخلايا الظاهرية، وأورام النسيج الضام. حيث أن سرطان الخلايا الظاهرية (Endometrial Ovarian Cancer) هو أكثر الأنواع انتشاراً وغالباً هو ما يُقصد به عند ذكر سرطان المبيض.
ليست كل كتلة في الحوض هي سرطان المبيض، وقد تكون الكتل حميدة في أغلب الأحيان. على الطبيب معرفة التمييز بين الكتل السرطانية وتلك الغير سرطانية.
سرطان المبيض لديه القدرة على الانتشار الى أعضاء عديدة، تلك المحيطة به كالمثانة والمستقيم، الرحم وعنقه، وقنوات فالوب. أو ينتشر سرطان المبيض الى الكبد، الرئتين، الصفاق والأمعاء، والدماغ. تتعلق الأعراض بالعضو المصاب.
يتم تصنيف مراحل سرطان المبيض الى أربعة مراحل أساسية، وذلك وفقاً للمعايير التالية:
المرحلة الأولى هي المرحلة الموضعية والأقل انتشاراً، فيما المرحلة الرابعة هي المرحلة التي ينتشر فيها سرطان المبيض مُنتشراً بالنقائل الى أعضاء أخرى.
غالباً ما يتم تصنيف سرطان المبيض الى مراحل مُبكرة ومراحل مُتأخرة حيث أن:
لا يُمكن اكمال تصنيف المراحل دون اجراء العملية الجراحية لاستئصال الورم، أو تقييم مراحله على الأقل. حيث أن تقييم حجم الورم وموقعه وانتشاره هي أمور تُصبح واضحة نهائياً فقط عند اجراء العملية الجراحية، ولا يُمكن تقييمها باختبارات تصويرية. يُمكن أن تُجرى العملية الجراحية كعملية مفتوحة أو بتنظير البطن، ويُمكن أن تهدف العملية الى التشخيص والتصنيف فقط أو العلاج باستئصال الورم أيضاً.
امكانيات علاج سرطان المبيض هي:
يتعلق اختيار العلاج المُناسب بحالة المريضة وأمراضها السابقة وبمرحلة سرطان المبيض وعوامل أخرى. لا يُستخدم العلاج بالأشعة لعلاج سرطان المبيض وذلك بسبب عدم نجاعته. هناك امكانيات علاج أخرى لعلاج سرطان المبيض كالمُعالجة المناعية والأدوية المضادة لنمو الأوعية الدموية، لكنها لا تزال قيد البحث.
المُعالجة الجراحية
المُعالجة الجراحية هي حجر الأساس لعلاج سرطان المبيض بغض النظر عن نوعه. عدا عن العلاج، فان المُعالجة الجراحية هدفها تشخيص سرطان المبيض نهائياً بواسطة الخزعة، وتصنيف مراحل سرطان المبيض. تُجرى العملية الجراحية لجميع مراحل سرطان المبيض، عدا المرحلة الرابعة.
يقوم طبيب اخصائي الأورام النسائية باجراء العملية. تُجرى العملية الجراحية بالتخدير الكلي، وخلالها يتم شق البطن بشق أفقي في مُنتصف البطن. من ثم يقوم الطبيب بتفقد الأعضاء المُختلفة، كالمبيض، الرحم، جوف البطن والصفاق، الأمعاء وأخرى. حيث يتفقد الورم أو نقائل مُنتشرة في أعضاء أخرى. يقوم الطبيب باستخراج عينات من الأعضاء المُصابة وخاصةً المبيض، ومن ثم تُفحص العينات في المُختبر تحت المجهر. عندها يتم تشخيص سرطان المبيض نهائياً (اذا وجد) ويستطيع الطبيب تصنيف المراحل نهائياً. اذا ما وجد سرطان المبيض، يقوم الطبيب باستئصال النسيج السرطاني في كل مكان مُمكن. غالباً ما يتم استئصال المبيضين، الرحم، قنوات فالوب، الثرب (Omentum). اذا ما انتشر سرطان المبيض الى أعضاء أخرى، يتم استئصالها- أو جزء منها- وفقاً للعضو المُصاب. من المهم استئصال أكبر كمية من النسيج السرطاني، لأن بقاء نسيج سرطاني يزيد من خطورة تنكس السرطان أو انتشاره. تُسمى طريقة الاستئصال هذه ب Cytoreduction.
في بعض الحالات، فان عملية جراحية أخرى تُجرى بعد اتمام العلاج. والهدف منها هو الاطلاع على الورم أو على انتشاره داخل البطن والحوض، وتحديد استجابته للعلاج.
بعض النساء- خصوصاً حديثات السن- يُردن الولادة بعد العملية، وفي هذه الحالات سيقوم الطبيب باستئصال مبيض واحد دون استئصال باقي أعضاء الجهاز التناسلي، شرط أنها غير مُصابة بالسرطان. من المُهم نقاش برنامج الولادة قبل اجراء العملية الجراحية مع الطبيب.
في حالات عديدة، فان المريضة لا تستطيع تحمل العملية الجراحية بسبب أمراض سابقة. عندها من الممكن اجراء العملية الجراحية بواسطة تنظير البطن (Laparoscopy)، والذي يُقلل من مضاعفات العمليات الجراحية ويحتاج لأيام أقل للانتعاش من العملية.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تُبطئ تكاثر الخلايا أو تُوقفه كلياً. يؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة (كخلايا السرطان) وبذلك يمكن علاج السرطان، كلياً أو جزئياً. الا أن لهذه الأدوية أعراض جانبية وخاصةً على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم، الجهاز الهضمي وأخرى. أغلب الأدوية الكيميائية تُعطى عن طريق الوريد وليس بالفم، ويتم تناولها مرة في الأسبوع ولمدة عدة أسابيع. كل دورة علاج هي عبارة عن عدة أسابيع من تناول الأدوية الكيميائية.
رغم ازالة ورم سرطان المبيض، لا تزال خطورة احتمال وجود خلايا سرطانية داخل الجسم. من هذا المُنطلق يُفضل الأطباء القضاء على جميع الخلايا السرطانية، ومن هنا فان العلاج الكيميائي هو أفضل علاج اضافي لتحقيق هذا الهدف. يُحسن العلاج الكيميائي من فرص شفاء سرطان المبيض، ويُقلل من احتمال تنكسه، ومن خطورة الوفاة.
الحاجة الى العلاج الكيميائي تتعلق بمرحلة سرطان المبيض. عدا عن بعض حالات المرحلة الأولى، فان باقي مراحل سرطان المبيض يتم علاجها بالعلاج الكيميائي الاضافي. عدة أدوية قد تُستخدم في العلاج الكيميائي لسرطان المبيض، وأكثرها نجاعةً هي الباكليتاكسيل (Paclitaxel) والكاربوبلاتين (Carboplatin). في بعض الأحيان يتم استخدام السيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide). يستمر العلاج لفترة 6 دورات، دورة كل ثلاثة أسابيع.
أهم الأعراض الجانبية لهذا العلاج هي:
يكمن نقص العلاج الكيميائي في ظهور مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي بعد فترة من العلاج. رغم امكانية العلاج بأدوية أخرى أو اعادة العلاج بنفس الأدوية، الا أنه من النادر أن يستجيب سرطان المبيض للعلاج في حال وجود مقاومة.
يُستخدم العلاج الكيميائي أيضاً لعلاج المرحلة الرابعة، وهي المرحلة التي لا يُمكن علاجها بالمعالجة الجراحية. لا يُمكن الشفاء من المرحلة الرابعة، لأن السرطان يكون مُتفشياً ومُنتشراً في أعضاء عديدة كالرئتين والكبد، لذا فان العلاج الكيميائي هدفه التلطيف، التحكم بالأعراض، ومنع السرطان من التقدم أكثر.
نجاح العلاج
يتعلق نجاح العلاج بعدة أمور، أهمها مرحلة سرطان المبيض. ترتفع احتمالات نجاح العلاج كلما كانت المرحلة مُبكرة، وكانت المريضة صغيرة السن. هدف العلاج هو استئصال الورم بأكمله اذا أمكن، لذا فان نجاح العلاج يتعلق أيضاً ببقاء خلايا سرطانية داخل الجسم.
يتم تقدير نجاح العلاج بعد الانتهاء من العلاج، حيث أن عدم وجود أعراض، علامات، هبوط نسبة CA-125 وعدم وجود علامات في الاختبارات التصويرية، يدلون على نجاح العلاج.