تهدف أحكام وتشريعات الإسلام إلى تنظيم حياة الأفراد والمجتمعات بما يوافق طبيعة الإنسان، وينسجم مع جِبلّته التي فطره الله تعالى عليها، ومن هذه التشريعات تشريع الزواج وتنظيم مسائله وأحكامه، حيث إنّ من أهمّ مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النسل والعِرض، والإسلام دين الطهر والعفاف يهدف من الزّواج إلى صيانة المجتمع من الانزلاق في مهاوي الرذيلة والفاحشة، ويدعو إلى قطع الطرّيق أمام نزوات النفس الأمارة بالسوء، ويضع كثيراً من الضوابط التي تنظّم علاقة الرّجل بالمرأة؛ درءاً للمفاسد ومنعاً للإنفلات، وقرّر عقوبات بحقّ الذين يوقعون أنفسهم في الفاحشة، ورغم كلّ ذلك تزلّ أقدام بعض العصاة في مستنقع الزنا الآسن، وربمّا رجع بعضهم عن غيّه، وربما استمرأ آخرون الباطل؛ فهل شرع الإسلام عقوبة للزاني، وما طبيعتها، وأنواعها؟
إنّ الشروط التي حدّتتها الشريعة لإقامة الحدّ على الزاني والزانية، تؤكد على أنّ إيقاع العقوبات في الإسلام ليس هدفاً بحدّ ذاته، تتمثّل هذه الشروط في الآتي
تختلف عقوبة الزاني باختلاف طبيعة حال الفاعل؛ ذكراً كان أو أنثى؛ فإذا كان متزوّجاً اختلف حكم الشرع فيه عن غير المتزوج، وبيان ذلك:
موسوعة موضوع