ما هو علاج الزّكام عند الأطفال

الكاتب: جانيت غنوم -
علاج الزّكام عند الأطفال

ما هو علاج الزّكام عند الأطفال

نظرة عامة عن الزّكام عند الأطفال

يُعدّ الزكام، أو الرشح، أو نزلات البرد (بالإنجليزية: Common cold) أحد أنواع العدوى الفيروسية الشائعة التي تؤثر في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، وعلى الرغم من أنّ الأفراد من مختلف الفئات العمرية معرضون للإصابة بالزكام، إلا أنّ الأطفال والرضع يصابون بالزكام بمعدل أكثر تكراراً، وتستمر أعراض الزكام لديهم لمدة زمنية أطول في العادة مقارنة بالبالغين، وبشكل خاص تزداد فرصة إصابة الأطفال بالزّكام خلال فصلي الخريف والشتاء، وفي أيام الدوام المدرسي، حيث يكثر الاحتكاك والتواصل بين الأطفال مع اللعب والاتصال المباشر مع أقرانهم، وهنا يُمكن الإشارة إلى وجود عدد كبير جداً من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب بالإصابة بالزكام، فالفيروس الأنفي (بالإنجليزية: Rhinovirus) وهو أكثر فيروسات الزكام شيوعاً، يوجد منه ما يزيد عن 100 نوع مختلف، أمّا فيما يتعلق بأعراض الزكام فإنها تتمثل بانسداد أو سيلان الأنف بشكل أساسي كما يمكن أن يرافق الزكام بعض الأعراض الأخرى مثل: السعال، وألم الحلق في بعض الحالات، والإصابة بحمى خفيفة.

 

كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأطفال، خاصَّةً الذين لم تتجاوز أعمارهم السنتين أكثر عُرضة للإصابة 
بالزكام مقارنة بالأطفال الأكبر سناً، ففي مرحلة الطفولة المبكرة تكون المناعة غير كافية 
لمقاومة فيروسات الزكام باختلاف أنواعها، ومع تقدُّم عُمر الطفل تزداد مناعة جسده ضِدّ الزُّكام،
 ويُعزى ذلك إلى أنَّ الجهاز المناعي في كل مرة يتعرض فيها لأحد فيروسات الزكام يكوّن مناعة 
متخصِّصة ضد هذا النوع المحدد من الفيروسات، ويجدر بالذكر أنّ فرصة إصابة الأطفال بالزّكام 
تزداد خلال فصلي الخريف والشتاء، وفي أيام الدوام المدرسي، حيث يكثر الاحتكاك والتواصل بين 
الأطفال مع اللعب والاتصال المباشر مع أقرانهم.

 

علاج الزّكام عند الأطفال

في الحقيقة لا يوجد علاج شافٍ من الإصابة بالزكام؛ حيث يقوم جسد الطفل في فترة الإصابة ببناء المناعة التي تُمكِّنه من حماية نِفسه ومقاومة العدوى، وبذلك يُعدّ توفير العناية والرعاية من أفضل الطُّرُق العلاجيَّة التي يُمكن تقديمها للطفل المُصاب بالزُّكام، فأعراض الزُّكام قد تزول كُلِّياً بعد مُضي أسبوعين تقريباً من الإصابة بالعدوى، وتقتصر العلاجات التي يمكن تقديمها للمصاب بالزكام صغيراً كان أو كبيراً على أدوية وعلاجات تهدف للتخفيف من الأعراض المزعجة خلال فترة الإصابة، وإضافة إلى ما سبق يجدر التنبيه إلى ضرورة تجنُّب استخدام المُضادّات الحيويَّة في حالة الإصابة بالزُّكام، فكما ذُكر سابقاً، يُعدّ الزُّكام من أنواع العدوى الفيروسيَّة، أمَّا المُضادّات الحيويَّة فهي الأدوية التي تُستخدم في علاج حالات العدوى البكتيريَّة فقط، وبالتالي لا تُجدي نفعاً في علاج عدوى الزكام، ناهيك عن أنّ كثرة استخدام المُضادّات الحيويَّة تؤدي إلى زيادة فُرصة إصابة الطفل مُستقبلَاً بعدوى بكتيريَّة تقاوِم فعاليَّة المُضادّات الحيويَّة.

 

التخفيف من أعراض الزكام عند الأطفال

الخيارات الدوائية

تتوفر الأدوية التي تساعد على التخفيف من أعراض الزكام على هيئة مستحضرات صيدلانية تحتوي على أحد أنواع هذه الأدوية بشكل منفرد، أو على هيئة مستحضر صيدلاني واحد يحتوي على أكثر من نوع منها معاً، ويلجأ بعض الأهالي لهذه الأدوية بهدف الحدّ من انزعاج أطفالهم ومساعدتهم على الشعور بالتحسن، ولكن هنالك بعض المحاذير المتعلقة باستخدام هذه الأدوية، ففي بعض الحالات قد يكون إعطاء الطفل أدوية للتخفيف من أعراض الزكام غير مناسب، خاصة فيما يتعلق بعمر الطفل، ويمكن بيان أبرز أنواع هذه الأدوية، والتوصيات الطبية حول العمر الذي يُمكن بعده استخدام هذه الأدوية فيما يلي:

 

مسكنات الألم وخافضات الحرارة

يمكن إعطاء الأدوية التي تساعد على تسكين الألم وتخفيف انزعاج الطفل، بالإضافة إلى خفض الحرارة الطفيفة التي يمكن أن ترافق إصابة الطفل بالزكام، مثل دواء باراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) والذي يمكن إعطاؤه للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ثلاثة أشهر، أو دواء آيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)؛ والذي يمكن إعطاؤه للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر، أمّا فيما يتعلق بالأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) فيُمنع إعطاؤه لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً خوفاً من حدوث متلازمة خطيرة على الطقل تُعرف بمتلازمة راي.


ويجدر بالذكر أنّ الحمَّى الخفيفة التي يُعانيها الطفل أثناء إصابته بالزكام، هي أحد الطرق التي يتَّخذها الجسم لمُحاربة العدوى، لذا يكون استخدام الأدوية الخافضة للحرارة غير مناسب في بعض الحالات، وهنا تكمن أهميَّة استشارة طبيب الأطفال أولاً قبل البدء باستخدام أيّ دواء في حالة إصابة الطفل بالزكام، خاصّةً إنْ كان الطفل المُصاب لا يتجاوز السنتين من عُمرِه، مع أهميَّة اتّباع ارشادات الطبيب حول نوع العلاج الذي يُمكن استخدامه، والجرعات المُناسبة للطفل.

 

مضادات الاحتقان

تُعدّ الأدوية المضادة للاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) محدودة الفاعلية في التخفيف من الاحتقان لدى الأطفال، والذي يظهر كأحد الأعراض المصاحبة للزكام في العادة، كما أنّ الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات يُعدون أكثر عرضة للمعاناة من آثار هذه الأدوية الجانبية، ولذلك تحذر منظمة الغذاء والدواء من تقديم هذه الأدوية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستّ سنوات دون وصفة من طبيب مختص، بينما تسمح بإعطائها لمن تزيد أعمارهم عن ست سنوات.

 

أدوية السعال

يفيد السعال في مساعدة الجسم على تنظيف الممرات الهوائية وإزالة البلغم الذي يمكن أن يتجمع فيها في بعض الحالات، ومن الأمثلة على أدوية التحكم بالسعال: المُقشِّعات (بالإنجليزية: Expectorants) التي تساعد على خروج البلغم، ومثبطات السعال (بالإنجليزية: Cough suppressants) أي الأدوية التي تكبح السعال، ويجدر بالذكر أنّه من المهم أن استشارة الطبيب قبل استخدام أدوية السعال؛ حيث يلزم أن يقيم الطبيب طبيعة السعال ويتأكد من طبيعة المرض الذي يعاني منه الطفل ليختار نوع دواء السعال المناسب، وإضافة إلى ذلك ينبغي القول أنّ منظمة الغذاء والدواء تحذر أيضاً من استخدام أدوية السعال للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات دون وصفة من طبيب مختص.

 

مضادات الهيستامين

تُستخدم مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines) في التخفيف من أعراض الحساسية، كما يمكن استخدامها في التخفيف من بعض الأعراض العامة المرافقة للزكام مثل: سيلان الأنف، ولكن كما هو الحال فيما يتعلق باستخدام أدوية السعال ومضادات الاحتقان تحذر منظمة الغذاء والدواء من تقديمها للأطفال المصابين بالزكام ممن تقل أعمارهم عن ست سنوات دون وصفة من طبيب مختص نظراً لفاعليتها المحدودة وأنّ الأطفال دون الست سنوات أكثر عرضة للمعاناة من آثارها الجانبية.

 

النصائح والإرشادات العامة

يركز الأطباء على ضرورة تشجيع الطفل على أخذ قسط كافٍ من الرَّاحة؛ ويكون ذلك بتوفير بيئة هادئة للطفل، وحثِّه على مُمارسة الأنشطة التي لا تتطلب جهداً كبيراً، فالرَّاحة تساعد على تسريع شفاء الطفل من عدوى الزُّكام، خاصةً وأنَّ الجسم يستهلك الطاقة أثناء محاربته لهذه العدوى، وإضافة إلى ذلك هنالك عدد من النصائح والإرشادات التي يمكن تقديمها للأم لتهدئة الطفل المصاب بالزكام والتخفيف من الأعراض التي يعاني منها، ونذكر منها الآتي:

 

تقديم المزيد من السوائل للطفل

يُنصح بتزويد الطفل المُصاب بالزُّكام بكميَّات كافية من السوائل؛ كالحليب الصناعي الخاص بالأطفال، أو حليب الأم، أو الماء، حيث يُساعد ذلك على تخفيف كثافة المُخاط المُتراكم في الأنف، وتسهيل التخلُّص منه، ومنع إصابة الطفل بالجفاف، إلى إلحاق الضَّرر به، ومن جانب آخر، يُنصح الأطفال الأكبر سِنّاً بتناول مشروبات الفواكه الطازجة، بهدف تزويد أجسادهم بكميَّات كافية من السوائل.

 

استخدام القطرات الملحية وشفاط الأنف

تتوفر بخاخات أو قطرات من محاليل ملحية للأنف يمكن الحصول عليها من الصيدليات وتقديمها للأطفال والرُّضع، حيث يُمكن صرفها دون الحاجة لوصفة طبية، وبالإضافة إلى أهميَّة استخدام المحلول الملحي لتنظيف الأنف، يُنصح بتشجيع الطفل على نفّ الأنف المحارم الورقية إذا كان قادراً على ذلك، أمّا فيما يتعلّق بالأطفال الرضع فيمكن اللُّجوء لاستخدام شفاط الأنف الذي يسمح بالتخلص من المخاط المتراكم في الأنف، والذي يعيق حصول الطفل على حاجته من الرضاعة.

 

استخدام شرائط الأنف الليلية

يُمكن استخدام شرائط الأنف المُخصَّصة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات، حيث يتم وضعها
 على أنف الطفل وقت النوم باتباع التعليمات المُرفقة على غلاف العُلبة، إذْ تعمل هذه الشرائط
 على تسهيل عمليَّة تنفُّس الطفل أثناء نومه.

 

المضمضة بالماء والملح

يُمكن تعليم الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم عن الست سنوات طريقة المضمضة بالماء والملح في حالة الإصابة بالزكام، الأمر الذي يساعد على تهدئة ألم الحلق.

 

مساعدة الطفل على التنفس بشكل أفضل

ومن الأمثلة على الطرق التي يمكن تساعد الطفل على التنفس نذكر التالي:

  • تقديم أقراص الحلق الماصة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 4-6 سنوات: يساعد تناول أقراص الحلق الماصة المخصصة للأطفال، والتي يمكن الحصول عليها من الصيدليات على تخفيف ألم الحلق، ويمكن تقديمها للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 4-6 سنوات حسب ما تصرّح به التعليمات على علبة الدواء، مع ضرورة تجنُّب إعطاءها لمن هم أصغر سِنّاً، فمن المُمكن أنْ تكون سبباً في إصابة الطفل بالاختناق.
  • ترطيب الهواء الجوي: يُمكن وضع أجهزة ترطيب الهواء في غرفة نوم الطفل، حيثُ يُمكنه استنشاق الهواء الرَّطِب خلال اليوم وأثناء النوم، فاستنشاق الهواء الرطب يُسهم في تليين المُخاط داخل الأنف، إلى جانب ذلك، يُمكن إعطاء الطفل حمَّاماً دافئاً، حيث يكون الهواء داخل الحمام مُشبَعاً بالبخار، فبالإضافة إلى دور استنشاق الهواء الرَّطِب في تليين المُخاط، يُساعد الاستحمام بالماء الدافئ على استرخاء الطفل أيضاً، كما يُساعد رفع رأس الطفل على وسادة إضافية أثناء نومه على جعل عمليَّة التنفُّس أكثر راحة.

 

مراجعة الطبيب

قد تظهر على الطفل المُصاب بالزكام مجموعة من الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب، ومن هذه الأعراض يُمكن ذكر الآتي:

  • إصابة الرضيع الذي لا يزيد عُمره عن ثلاثة شهور بالحمّى، وتجاوُز درجة حرارته 38 درجة مئوية.
  • إصابة الطفل الذي يقل عُمره عن ستّة شهور بالحمَّى، وتجاوُز درجة حرارته 38.3 درجة مئوية.
  • ظهور أعراض المرض على الطفل حديث الولادة، حتى وإنْ لم يُصَب بالحمَّى.
  • ظهور الحمَّى واستمرارها لأكثر من بضعة أيام.
  • ارتفاع درجة حرارة الطفل، ومن ثم انخفاضها لتصبح ضمن معدَّلها الطبيعي ليوم أو يومين، لتعاود الارتفاع مرَّة أخرى بعد ذلك.
  • الإصابة بالتقيؤ والإسهال المُستمرّ.
  • إصابة الطفل بالسُّعال واستمراره لأكثر من ثلاثة أسابيع، أو بكاء الطفل بشكل غير طبيعي.
  • ازرقاق شفاه الطفل.
  • مواجهة صعوبة في التنفُّس أو تنفس الطفل بمعدل سريع.
  • ظهور علامات تُشير إلى مُعاناة الطفل من الألم الجسدي، أو الانزعاج الشديد، أو انخفاض استجابة الطفل. 
  • عدم تحسن الاحتقان الأنفي لدى الطفل على الرغم من مرور عشرة أيام على إصابته بالزكام.
  • احمرار عيني الطفل، أو ظهور خرّاج أصفر اللون منهما.
  • ظهور علامات تدل على شعور الطفل بألم في الأذن؛ سواء كان ذلك بشكواه من ألم الأذن بشكل مباشر، أو قيام الطفل بشد وسحب الأذن للخارج.
شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook