ما هو غراس الجنة

الكاتب: علا حسن -
 ما هو غراس الجنة.

 ما هو غراس الجنة.

 

عبادة الله

خُلِقَ الإنسان لعبادة الله سبحانه وتعالى، وهُيّئت له جميع الوسائل لأجل ذلك، قال الله تعالى في القرآن الكريم: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) والعبادة عنوان عريض يدخل تحته كلّ ما يحبّه الله -سبحانه وتعالى- من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وفي باب العبادات القوليّة تدخل الأذكار والاستغفار إلى غير ذلك، فمن عَبدَ الله بأحد تلك العبادات يكافأه الله -عزّ وجلّ- على عبادته إمّا في الحياة الدنيا أو في الآخرة أو في كلاهما، أمّا غراس الجنة فهي مكافأة يمنحها الله -عزَّ وجلَّ- لمن يعبده بشيءٍ من تلك العبادات، فما هو غراس الجنة؟ وما هي الأعمال التي تستحق تلك المكافأة؟

 

غراس الجنة

الغراس والجنة لفظان لا بدّ من بيان المقصود منهما وبيان ذلك فيما يلي:

  • الغِراس في اللغة: اسم مفعول من الفعل غرَسَ، ويُقصد به ما يُغرَس من الشجر
  • الجنة في اللغة: هي اسم وجمعها جنّات وجِنان، ويُقصد بها: الحديقة ذات النّخل والشجر، وجنّة الخُلد: هي الجنّة التي تكون فيها الإقامة خلوداً، وروضات الجنّات: هي أطيب بِقاع الجنّات وأنزهها، ويقال: فلان يعيش في جنة؛ أي في نعيم.

    مراتب الذكر

    إنّ ذكر العبد لله -سبحانه وتعالى- يكون على عدّة مراتب، فالذّاكرون لله -تعالى- ليسوا بمنزلة واحدة، إنّما يتفاوتون في المراتب والمنازل، وبناءً على ذلك تتفاوت أُجورهم ودرجاتهم في الحياة الآخرة، وبيان مراتب الذكر الرئيسة في ما يلي:

    • أن يذكر العبد الله -سبحانه وتعالى- عند أوامره ونواهيه؛ امتثالاً لأوامره والتزاماً بفرائضه، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)، وقوله عَزّ وَجَلّ : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).
    • أن يكون ذكر العبد لله -تعالى- محصوراً عند نواهيه، فيكون ذكره لله في تلك الحالة حاملاً له عن الكفّ عن المُحرَّمات وترك المُنهَيَات؛ خوفاً من الله -سبحانه وتعالى- وتعظيماً له، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
    • أن يذكر العبد ربّه بالقلب واللسان، وهذا النوع من الذكر أيضاً له عدّة مراتب هي:
      • أن يصدر الذكر وينبعث من قلب الذاكر تعظيماً لله -تعالى- وحبّاً فيه، وإجلالاً له، ومخافةً من عذابه، فيكون منبع الذكر من القلب ثمّ اللسان، وهذه أعلى مراتب الذكر باللسان وأفضلها.
      • أن يكون ذكر العبد لربّه بلسانه، ثمّ يستحضر قلبه ما ذكر به الله -تعالى- بعد أن يتفكَّر في معاني تلك الأذكار وقِيَمها.
      • أن يذكر العبد ربّه بلسانه، ولا يستحضر قيمة ذلك الذكر في قلبه، فيُؤجَر على ذكره، لكن هذه المنزلة هي أدنى منازل ذكر الله -تعالى- على الإطلاق.

     

شارك المقالة:
232 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook