خُلِقَ الإنسان لعبادة الله سبحانه وتعالى، وهُيّئت له جميع الوسائل لأجل ذلك، قال الله تعالى في القرآن الكريم: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) والعبادة عنوان عريض يدخل تحته كلّ ما يحبّه الله -سبحانه وتعالى- من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وفي باب العبادات القوليّة تدخل الأذكار والاستغفار إلى غير ذلك، فمن عَبدَ الله بأحد تلك العبادات يكافأه الله -عزّ وجلّ- على عبادته إمّا في الحياة الدنيا أو في الآخرة أو في كلاهما، أمّا غراس الجنة فهي مكافأة يمنحها الله -عزَّ وجلَّ- لمن يعبده بشيءٍ من تلك العبادات، فما هو غراس الجنة؟ وما هي الأعمال التي تستحق تلك المكافأة؟
الغراس والجنة لفظان لا بدّ من بيان المقصود منهما وبيان ذلك فيما يلي:
إنّ ذكر العبد لله -سبحانه وتعالى- يكون على عدّة مراتب، فالذّاكرون لله -تعالى- ليسوا بمنزلة واحدة، إنّما يتفاوتون في المراتب والمنازل، وبناءً على ذلك تتفاوت أُجورهم ودرجاتهم في الحياة الآخرة، وبيان مراتب الذكر الرئيسة في ما يلي: