هو فحص يستخدم لقياس مستوى بعض الأملاح مثل (الصوديوم والكلوريد) في العرق، ويتمّ إجراء هذا الفحص للمُساعدة في تشخيص التليّف الكيسي (cystic fibrosis)، وفي الظروف الطّبيعيّة فإنَّ العرق المُتواجد على سطح الجلد يحتوي على كمّيّات قليلة جداً من الصوديوم والكلوريد، بينما تتضاعف كمّيّة الصوديوم والكلوريد في الأشخاص الذين يعانون من التليّف الكيسي؛ لما يصل من 2 إلى 5 أضعاف الكمّيّة العادية من الصوديوم والكلوريد في العرق.
وخلال فحص التعرّق يتمّ استخدام أحد الأدوية الموضعيّة على الجلد (عادة على الذّراع أو الفخذ) والتي تزيد من معدل التّعرق، ثمّ يتمّ جمع العرق على ورقة أو قطعة من الشَّاش، حيث يتمّ قياس مستوى الأملاح فيها في المُختبر، ويتمّ قياس مستوى الكلوريد وحدَهُ والموجود في العرق.
يمكن للأطباء فحص رضيع يُشتبهُ في أنَّهُ مصابٌ بالتليّف الكيسي في وقت مبكر بعد 48 ساعة من الولادة، وعلى الرغم من أنَّ أيِّ فحص يتمّ إجراؤهُ خلال الشهر الأول للطّفل قد يحتاج إلى تكرارٍ؛ لأنّ المواليد الجدد قد لا ينتجون عرقًا كافيًا لضمان نتائج موثوقة.
يتم جمع عيّنة العرق باستخدام إجراءات تحفيز العرق الخاصّة:
يقيس الفحص كمّيّة الكلوريد الموجودة في العرق، والكلوريد هو جزءٌ من توازن الجسم بالكهرباء ويتّحد مع الصوديوم لتشكيل الملح الموجود في العرق، والأشخاص الذين يعانون من التليّف الكيسي (cystic fibrosis) لديهم مستوًى مرتفعٌ من الكلوريد في عرقهم، وعادةً ينتقل الكلوريد داخل وخارج خلايا الجسم، ممّا يساعد على الحفاظ على توازن الماء.
ينتج عن (cystic fibrosis) زيادة في كلوريد العرق، والذي يمكن قياسه عن طريق فحص العرق، وكثيراً ما تُستخدم طريقتانِ لتحليل العرق:
غالبًا ما يستخدم فحص كلوريد العرق للمُساعدة في تشخيص التليّف الكيسي عند الرضع الذين أظهروا اختبارًا إيجابيًا في فحص الكشف لحديثي الولادة عن التليف الكيسي، مثل فحص التريبسينوجين المناعي أو فحص طفرة الجين في التليّف الكيسي.
يمكن استخدام فحص كلوريد العرق أيضًا لاختبار التليف الكيسي لدى الأطفال والبالغين الأكبر سنًا الذين يعانون من الأعراض، قد يتمّ استخدامه للمساعدة في تأكيد أو استبعاد تشخيص التليّف الكيسي لدى أولئك الذين أثبتوا فحوصات إيجابية أو غير محدّدة مع فحوصات أخرى، بما في ذلك فحص العرق فحص فرق الجهد للأنف.
قد يتمّ طلبها أيضًا في حالة الأشخاص الذين أجروا فحصاً سلبيّاً ولكن لا يزال يُشتبهُ في إصابتهم بتليف الكيسي بسبب علامات وأعراض أخرى، فإذا كانت النتيجة سلبية فقد لا يكون لدى الشخص التليّف الكيسي أو قد يكون لديه طفرات أقلّ شيوعًا، وفحص كلوريد العرق قد يكون تشخيص التليف الكيسي حتى إذا كانت الطفرات الوراثية التي تسببه لا يمكن تحديدها، يمكن استخدام هذا الفحص أيضًا لتحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى تحليل طفرة إضافي أم لا.
يتم طلب فحص كلوريد العرق عندما يكون لدى الرضيع اختبار فحص حديثي الولادة للتليّف الكيسي (التليف الكيسي)، لا يمكن إجراء فحص العرق بدقّة في أول يومين بعد الولادة، ويتمّ طلبها عادة ما بين 2-4 أسابيع من العمر، ومع ذلك قد يكون من الصَّعب جمع ما يكفي من العرق من بعض الأطفال لإجراء الفحوصات، وخاصَّة أطفال الخداج، إذا تمّ الحصول على عيّنة غير كافية فيجب تكرار الفحص.
يمكن طلب فحص كلوريد العرق أيضًا عندما يكون للطفل الأكبر سنّاً أو البالغ علامات وأعراض التليُّف الكيسي أو لديهِ قريب تمّ تشخيص إصابتهِ بالتهاب التليّف الكبدي.
يشير فحص كلوريد العرق الإيجابي إلى أنَّهُ من المُحتمل أن يكون لدى الرضيع أو الشخص الذي تمَّ فحصه بالتليّف الكيسي (CF). وعادةً ما تتكرَّر فحوصات كلوريد العرق الإيجابي للتَّحقُّق من النتيجة، ويمكن أيضا تأكيد النتائج عن طريق فحص لوحة طفرة جينية التليُّف الكيسي.
فحص كلوريد العرق السَّلبي يعني أنَّهُ من غير المُرجَّح أن يكون لدى الشخص الذي تمَّ فحصهُ بالتليُّف الكيسي، ومع ذلك فإنَّ بعض الأشخاص الذين يعانون من التليُّف الكيسي سيخضعون لفحص كلوريد العرق الطبيعي أو غير الحاسم، قد يتكرَّر فحص العرق أو سيتعيّن تقييم الشخص باستخدام فحوصات أخرى، وفي بعض الأحيان قد يتمّ التشخيص لأسباب سريريّة وحدها.
هناك حالات أخرى إلى جانب التليّف الكيسي، ويمكن أن تكونَ نتائج فحوصات كلوريد العرق إيجابية، وتشمل هذه مرض الشَّرَه العصبي، ومرض أديسون، ومرض السكري الكبدي، وأمراض الغدَّة الدرقية، وقد يسبب التراكم المُفرط للسائل في الجسم إلى نتيجة سلبيّة خاطئة.
عادةً لا تتغيَّر قيم كلوريد العرق من إيجابية إلى سلبية، أو من سلبية إلى إيجابية حيث يكبر الشخص، ونتائج فحص العرق لا تختلف أيضًا عند إصابة الشخص بمرض معين، وإذا تمَّ إجراء فحص العرق بشكل صحيح، فإن النتائج الإيجابية ستظهِر مستوى عالٍ من الكلوريد.