ما هو فضل صلاة الوتر

الكاتب: مروى قويدر -
ما هو فضل صلاة الوتر

ما هو فضل صلاة الوتر.

 

 

تعريف الوتر

 

الوتر لغةً: تأتي الوتر بمعنى الفرد، ومنه حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله وتر يحب الوتر)، وتُطلق العرب على الواحِد وِتر ووَتر بالفتح والكسر، وأُخذت صلاة الوتر من هذا القول بأنها مفردة.


الوتر شرعاً: هي صلاة مُحدّدةٌ، تُصلَّى في أوقاتٍ مخصوصةٍ يختتم فيها الليل، سواءً كانت في أوّل الليل، أم في وسطه، أم آخره، وعدد ركعاتها تكون فرديةً، لهذا أطلق عليها اسم وتر.

 

فضل صلاة الوتر

 

ورد في فضل صلاة الوتر عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله أمَدَّكُمْ بِصَلاَةٍ هِيَ خَيرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قالَ: الوِتْرُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ العِشَاءِ إِلى طُلُوعِ الفَجْرِ).


في الحَديث دَلالةٌ على فضل صلاة الوتر، وبيان من النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ قيمة صلاة الوتر أفضل وأثمن من أموال العرب أجمع، والتي دلَّ عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحمر النعم، فهي أفضل وأشرف الأموال وأغلى الأثمان عند العرب، وهذا تمثيلٌ من النبيّ -صلى الله عليه وسلم - لأصحابهِ، ليُقرب لهم الصورة، ويُبيّن لهم أهميّة هذه الصلاة، وأنّها تضاهي أموال الدنيا، فهي بالآخرة عند الله عز وجل من أفضل، وأطيب، وأحسن العبادات بل وينال بها المؤمن الدرجة الأعلى عند الله عز وجل.


أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصلاة الوتر ووصيته بصلاة الوتر دلالة على فضل هذه الصلاة وعظمتها وأهميتها في الإسلام؛ فقد ورد عن أبي هريرة: (أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ : صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأن أوتِرَ قبلَ أن أنامَ )

 

حكم صلاة الوتر

 

اختلف الفقهاءُ في حكم صلاة الوتر على أقوال:

 

القول الأول

ذهب أبو حنيفة وبعض الحنابلة إلى أنّ حُكم صلاة الوتر واجبٌ، ذلك لأنّ الواجب عند الحنفيّة أدنى درجةً من الفرض، ويَرون أنّ من ترك الواجب لا يوجب الله عليه العُقوبة في الآخرة ، كما هو الحال لمن ترك الفَرض القطعي، وعقاب من تَرك واجباً عندهم الحرمان من شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -. ودليلهم: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم : (إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً وَهِيَ الْوِتْر).

 

القول الثاني

ذهب الشافعية والمالكية إلى أنّ الوتر سنةٌ مؤكدةٌ، ليس بواجبٍ أو فرضٍ، واستدلّوا على ذلك بحديث عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ) في هذا الحديث بياتٌ على أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قام بصلاة الوتر، وحافَظ عليها.


استدلّ أصحاب هذا القول بعدم وجوب الوتر، بما رواه طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، قال: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، وَلَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَاللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ فَقَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ ، قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ، وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ).

 

وقت صلاة الوتر

 

يبدأ وقت صلاة الوتر بعد صلاة العشاء، وينتهي بطلوع الفجر؛ فصلاة الوتر وقتها بعد صلاة العشاء حتى وإن جَمع المُصلّي المغرب مع العشاء جمع تقديم في وقت صلاة المغرب، وهذا ما اتّفق العلماء عليه

شارك المقالة:
55 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook