ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حديثٌ صحيحٌ في فضل قراءة آية الكرسيّ بعد كلِّ صلاةٍ، إذ قال: (مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ)، وسمّى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- آية الكرسي بهذا الاسم لذكر الكرسيّ فيها، فيُشرع للعبد أن يقرأ آية الكرسي بعد السلام من صلاته المكتوبة كلّ مرةٍ، فإن لزم ذلك وداوم عليه نال الفضل الوارد في الحديث الشريف، بالتنعّم في الجنة بعد الموت.
ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ صحيحٍ له أنّ آية الكرسيّ هي أعظم آيةٍ في القرآن الكريم، ولأهمية هذه الآية وفضلها العظيم فقد شُرع للمسلم أن يقرأها ثمان مرّاتٍ على الأقل في يومه وليلته؛ في أذكار الصباح والمساء، وعند النوم، ودُبر الصلوات المكتوبة؛ ولا شكّ أنّ المراد بكلّ هذا التكرار للآية الكريمة ليس تكرار الألفاظ وحسب؛ بلّ فهم معانيها ومقصودها كذلك، والوقوف على ما جاءت مُبلّغةً للعباد به من معانٍ وصفاتٍ لله -تعالى-.
اشتملت آية الكرسيّ على عشر جملٍ منفصلةٍ مستقلةٍ، بدأت بالإخبار بتفرّد الله -تعالى- بالألوهية على جميع من سواه، ثمّ أكدّت أنّه حيٌّ قيومٌ لا يموت، ولا ينام او تأخذه سِنةٌ من النوم، ثمّ تُخبر الآية أنّ جميع المخلوقات تحت مُلكه وقدرته ورهن إرادته وتصرّفه، حتى بلغ من عظمته وجلاله ألّا يجرؤ أحدٌ على الشفاعة لأحدٍ إلّا بإذنه؛ إذ إنّه قد أحاط بجميع المخلوقات، بينما لا يملكون لأنفسهم شيئاً ولا إحاطةً به وبعلمه، ثمّ يذكر الله -تعالى- خبر كرسيه الذي روى عنه ابن عباس أنّ المقصود به موضع القدمين، ولا يثقل الله -تعالى- أن يحفظ السماوت والأرض وما فيهنّ، فهو القادر والقاهر -جلّ وعلا-.
موسوعة موضوع