خلق الله -تعالى- الليالي والأيام، وجعلها محطّ آجال العباد، ومقادير أعمالهم، ثم مايز بينها ولم يجعلها سواءً، فجعل لبعض الأيام مِيزةً عن غيرها، ففضّلها بالخيرات، وزيادة الحسنات، وتكفير السيئات، وجعلها مواسم طاعةٍ وقربٍ لله تعالى، ومن تلك الأيام، يوم عرفة، وهو أحد أيّام الأشهر الحرم؛ وهي ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرّم، ورجب، فيوم عرفة هو يومٌ من أيّام شهر ذو الحجة، وهو أيضاً أحد أيّام مواسم الحج، ودليل ذلك قول الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)، وتلك الأشهر هي: شوّال، وذو القعدة، وذو الحجة، ويوم عرفة هو أحد الأيّام المعلومات؛ وهي العشر من ذي الحجة، التي ذكرها الله -تعالى- في كتابه الكريم وأقسم بها؛ إشارةً منه إلى فضلها، وعِظم قدرها، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ).
إنّ ليوم عرفةٍ الذي عظمه الله تعالى، ورفع قدره، فضائلٌ عديدةٌ، وفيما يأتي بيان بعضها:
تتنوع أحوال السلف وتختلف في ذلك اليوم، وفيما يأتي بيان بعضها:
موسوعة موضوع